كثيراً ما نرى في المساجد بعض الشباب الممتلئ حماساً وحيوية والذي يلمس
من نفسه شعوراً بالقدرة على صعود أعواد المنابر ومواجهة الناس للتكلم إليهم سواء
في خطبة جمعة أو كلمة تلقى على المصلين.
وتظهر مع بعض هؤلاء الشباب نبرة الصوت العالية التي هي - إن شاء
الله - خرجت من قلب مشفق محب للخير، ولكن قد يصاحب هذه النبرة بعض الكلمات الموجهة إلى شريحة معينة من المجتمع - كالعصاة الظاهرة معاصيهم - بعض الكلمات الجارحة مما يؤدي إلى نفور هذه الشريحة من المتحدث وعدم الأخذ بكلامه جملة وتفصيلاً وذلك لمصادمته لهم مباشرة وبأسلوب فيه غلظة في القول.
لا ندري لماذا لا يلجأ هؤلاء الشباب ومن على شاكلتهم إلى تلافي مثل هذه
المآخذ في كلماتهم وخطبهم، واللجوء إلى الكلمة الهادفة الهادئة. التي ترتكز على
عدم رفع الصوت أكثر مما ينبغي، وعلى محاولة كسب قلوب الناس وملاطفتهم
بالنصيحة، وذكر ما يناسبهم من الحديث، وعدم مصادمة مشاعرهم، وإطلاق
الكلمات الجارحة، والأخذ بمنهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي وصفه