للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمون والعالم

يا أهل اليمن.. الحكمة يمانية

بقلم: أيمن بن سعيد

يكاد يجمع المتابعون للساحة اليمنية على أن (أمانة المؤتمر الشعبي العام) هي

صانعة السياسة اليمنية الخارجية، والمسؤولة بالدرجة الأولى بواسطة عناصرها

داخل الحكومة عن إحداث التغيير المطلوب، لا سيما من القوى الدولية، في

الخارطة السياسية اليمنية والجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، والمرء

ينظر إلى ما يحدث الآن من إرهاصات ومقدمات تلوح في الأفق، مثل:

محاولة الوقيعة بين التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي، وإثارة

الإشكالات بينهما حول بعض المسائل الداخلية والخارجية، ومضايقة بعض رموز

الإصلاح، مما يضطرهم للاستقالة، والإعلام العلماني في الداخل والخارج يعمل

على ترسيخ هذا التوجه بدعاوى لم تعد مجهولة، مثل دعاوى اتهام الإصلاحيين

بالتطرف والأصولية..

ممارسة سياسة تجفيف منابع الصحوة الإسلامية: كإلغاء المعاهد العلمية

ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، والتضييق على الخطابة والدعوة داخل المساجد..

ونحو ذلك، وفي المقابل: إفساح المجال أمام أصحاب المذاهب الفكرية الهدامة

والفرق البدعية التي تتلقى دعماً ماليّاً ومعنويّاً كبيراً من قِبَل بعض الدول والجهات

الخارجية وبعض الرموز الرسمية وقيادات المعارضة ذات التوجه العلماني أو

البدعي في الداخل؛ لنشر الأفكار (اللادينية) الهدامة والمعتقدات البدعية المنحرفة،

عن طريق المؤسسات التعليمية التي تملكها الدولة، وعن طريق افتتاح جامعات

وكليات ومعاهد عليا وكثير من المعاهد والمدارس الخاصة التي تحمل هذه التوجهات

وتدعو إليها.

تشويه سمعة المؤسسات الخيرية والشخصيات الإسلامية، والعمل على

تطويعها، وفي المقابل: العمل على إبراز جهات وشخصيات تقبل ذلك التطويع،

أو بينها وبين مؤسسات الصحوة الإسلامية عداء أو نفرة: كالمنتسبين إلى الطرق

الصوفية، وحركات الرفض والتشيع، وبعض الطامعين في متع الحياة.. ونحو

ذلك، وإبرازهم واجهات دينية وخيرية بشكل فردي أو مؤسسي.

محاولة احتواء أكبر عدد ممكن من الشخصيات السياسية والاجتماعية داخل

حزب المؤتمر الشعبي العام بكل وسيلة، والعمل على إضعاف العلاقة بين رموز

الشعب الاجتماعية والسياسية والتجمع اليمني للإصلاح.

العمل على تقليص نسبة الإسلاميين والمتعاطفين معهم داخل مجلس النواب

اليمني القادم.

تجويع الشعب وإذلاله ونزع سلاحه، تحت شعار ما يسمى بالإصلاحات

الاقتصادية والمحافظة على الأمن ومحاربة الفساد، وفي المقابل: منع الأفراد أو

الجهات التي يمكن أن يكون لها دور في تخفيف المعاناة داخل الحكومة أو خارجها

من أداء الدور المرجو منهم بكفاءة وفاعلية.

إطلاق يد بعض الذين ثبت عبثهم في مقدرات الدولة المالية والإدارية

والأمنية الذين ينتمون لحزب المؤتمر الشعبي العام داخل الحكومة وخارجها، وفي

المقابل: كف يد بعض الذين ثبتت كفاءتهم في هذه المجالات ممن لهم انتماء أو

تعاطف مع الحركة الإسلامية.

ومن باب التعاون على البر والتقوى، وقياماً بواجب النصح والتذكير بالله،

وحرصاً على أرض يمن الخير وأرض الحكمة: فسأوجه مقالتي هذه إلى أمانة

المؤتمر الشعبي العام، توضيحاً لهم وتذكيراً؛ علها أن تجد قبولاً لديهم، وبخاصة

أن رأسها عرف بالذكاء والحنكة في التعامل مع الأحداث والمواقف، وطلباً للإيجاز

والوضوح فسأجعل كلماتي في النقاط التالية:

أولاً: أهمية تذكر الله والدار الآخرة:

إن واجب الجميع أن يتذكروا الله والدار الآخرة؛ فالموت حق، والجنة حق،

والنار حق، ولن ينفع العبد بين يدي ربه إلا ما قدم من عملٍ صالحٍ مرادٍ به وجهه

(تعالى) ، فإن كان في خدمة الدين ونفع المسلمين: فليبشر صاحبه بالخير، وإن

كان خلاف ذلك فلا يلومن إلا نفسه، قال الله (عز وجل) : [تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ

نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُواً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ] [القصص:

٨٣] ، وقال (سبحانه) : [وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ

يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤ (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (١٢٥ (قَالَ

كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى] [طه: ١٢٤ - ١٢٦] .

ثانياً: أهمية تذكر نعمة الله عليهم في إبقائهم وإزالة عدوهم:

على القوم أن يتذكروا نعمة الله عليهم إذ أبقاهم في مواقع المسؤولية وأزال من

كان يعمل على إزالتهم، فليس من شكر الله محاربة دينه والكيد لأوليائه؛ فإن الأيام

دول، والحياة عِبَر، فكم من رئيس صار مرؤوساً، وكم من غني صار فقيراً،

وكم من عزيز صار ذليلاً، ولله في خلقه شؤون؛ فالملك ملكه، والأمر أمره، وهو

يمهل ولا يهمل؛ قال (عز وجل) : [قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ

وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إنَّكَ عَلَى كُلِّ

شَيْءٍ قَدِيرٌ] [ال عمران: ٢٦] .

ثالثاً: خطأ الاعتذار عن تعطيل العمل بالشريعة بدعوى هيمنة الغرب:

يتذرع بعض القوم عن عدم تبنيهم لخدمة الدين، وترك تطبيقهم للشريعة،

والعمل لنفع البلاد والعباد، بأن ذلك إرادة القوى الدولية التي لا يمكن مخالفتها

وتجاهلها بحال، والحقيقة أن ذلك ليس بعذر، ويكفي دليلاً على ذلك: أن الإرادة

الدولية كانت مع دعاة الانفصال من قادة الحزب الاشتراكي، وكانت تسعى لإيكال

الأمر إليهم بدلاً من القيادة الحالية، أو على الأقل الإبقاء على شيء من قوتهم التي

كانوا عليها، ومع هذا: فما وقع شيء من ذلك، وكان للقوم دور في مواجهة تلك

الإرادة وتحويلها إلى واقع مخالف لها، فلماذا التذرع بدعوى الهيمنة في قضية دين

الأمة وهويتها، ورد ذلك ومقاومته في قضية المنصب والمجد الشخصي.

وأخشى أن يكون الخوف من تلك الدعوى قد وصل لدى بعضهم إلى درجة ما

يطلق عليه أهل العلم بالشرع: (شرك خوف السر) .

ومع هذا: فالواجب على القوم أن يدركوا أن الغرب مهما بلغت إمكاناتهم فهم

بشر ذوو قدرات إنسانية قاصرة ومحدودة، ويمكن مواجهة مكرهم بمكر وكيدهم

بكيد، وعلى افتراض عدم قدرتنا على ذلك على التمام، فإن خوف العبد من الله

(تعالى) يجب أن يكون أعظم من خوف غيره، ويجب عليه أن يضحي بدنياه لتبقى

له أخراه، أما خلاف ذلك فإنه دليل انتكاس الإنسان وسوء مصيره إن لم يتداركه الله

برحمته.

رابعاً: المستقبل للإسلام:

عاد كثير من الناس في العقود الأخيرة إلى الإسلام الخالص النقي، بعد أن

عشّشَتْ الأفكار الدخيلة في عقولهم، وأثرت النظرة المادية للحياة على أكثرهم،

وصار الشعار الذي تطلب غالبية الأمة من العلماء والدعاة رفعه: (الإسلام) ،

متجاوزين الشعارات التي كانت تجعل الإسلام في خندق التبعية والانهزامية، حتى

رفع بعضهم حين ذاك (اشتراكية الإسلام) ومتجاوزين أيضاً حتى شعار (ديمقراطية

الإسلام) ، مع قلة في الجهود وضعف ومحدودية في الإمكانات تفوق بكثير النتائج

التي حققتها الأمة في طريق عودتها إلى الله (عز وجل) ، فخير لمن يعادي الإسلام

ويحارب دعاته ألا يفعل ذلك.. خير له دنيا؛ لأن الإسلام هو قدر هذه المنطقة بل

هذه الأمة، والعمليات المتواصلة من التيار العلماني ومن يقف وراءه من خارج

المنطقة لإفراغ عقل الأمة من هويتها الإسلامية ومنعها من العمل على تحويلها إلى

واقع فعال على الأرض عن طريق الإلهاء بشتى صوره سيتم تجاوزها لمصلحة

الأمة وهويتها، وستبقى هذه الجزيرة وما جاورها بإذن الله كما كانت هي موطن

الإسلام وأبناؤها هم حملة رسالته.

وخير له أخرى؛ لأن الإسلام طريق النجاة يوم لاينفع مال ولا بنون، إلا من

أتى الله بقلب سليم من لوثات الشرك والأفكار الهدامة.

خامساً: المؤتمر الشعبي العام والميثاق:

رفع المؤتمر الشعبي العام في أول تكوينه شعار الإسلام، وأصدر ما سمي

بالميثاق، الذي أكد فيه انطلاقه من الإسلام عقيدة وشريعة.

ومع إدراكي للدور المشكور لعلماء اليمن في صياغة الميثاق، وحاجة أركان

النظام في ذلك الوقت إلى شباب الصحوة لمساعدتهم في مواجهتهم المسلحة ضد

النظام الاشتراكي في الجنوب وفرعه فيما كان يعرف باليمن الشمالي (الجبهة

الوطنية) ، إلا أنه كان بوسع التيار العلماني داخل المؤتمر الشعبي العام وهو

صاحب النفوذ والقرار ألا يوافق على ذلك، وأن يرفع شعاراً (لادينيّاً) في وقت

كانت فيه سوق الشعارات عامرة، غير أنهم كانوا أذكى من ذلك! ! .

أما اليوم: فقد سقطت الماركسية، وتلتها القومية وأحزابها البعثية والناصرية

.. وسارت على خطاها الدعوة إلى الوطنية، والتي تحولت إلى دعوات مناطقية في

كل قطر على حدة، بينما بقيت الدعوات الليبرالية التي تنادى بفصل الدين عن

الدولة أو عن الحياة على اختلاف بينها دعوات نخبوية، إذ لم تقم لها قاعدة أصلاً

في الأوساط الشعبية، حتى في تلك الدول التي عانت شعوبها من العيش في سجن

كبير داخل أراضيها.

إننا في زمن سقطت فيه الشعارات (اللادينية) ، وصارت جل شعوب العالم

تعود إلى عقائدها وأصولها، وما التنامي في شعبية الأحزاب والشخصيات الدينية

وفوز أحزاب ما يسمى (اليمين) في كثير من البلدان والمواقع إلا خير شاهد على

ذلك، فلماذا لا يكون الأمر في اليمن بأقل من عودة صادقة إلى ديننا؟ ! وبدلاً من

أن نعود جميعاً إلى ديننا الحق وبخاصة بعد أن جربنا تبني وتطبيق الأفكار المنحرفة

ولم نجد فيها سوى الخسار والدمار نجد بعضهم يسبح ضد التيار ويريد تجريد البلاد

والعباد من عقائدهم وتقاليدهم الحميدة، ليضمن الحفاظ على موقعه؛ وليتسنى له

العبث بمقدرات الأمة وإمكاناتها كيفما يشاء.

ولست أدري ما الفكر الذي سيتبوؤونه، وما الشعار الذي سيرفعونه، وهل

سيلغون الميثاق تحت شعار ما يسمى بالتطوير، أما سيجعلونها علمانية إسلامية كما

ظهر مؤخراً في بعض البلدان، وهي توجهات فاشلة لا محالة؛ لأن الزمن تغير،

ووعي الناس ارتقى، وأصبح قطاع كبير من الشعب يدرك الصحيح من الزائف،

وخير للقوم أن يصدقوا مع أنفسهم وأن يقرنوا الشعار بالتطبيق والقول بالعمل.

مع أني لا أقول هذا الكلام للقوم إلا على سبيل التنزل، وإلا فلو أطبقت

البشرية على الكفر لوجب على المسلمين أفراد ومجتمعات الاستمساك بدينهم والعض

بالنواجذ عليه.

مع أني أجزم بأن مصيرهم إن تمادوا في طغيانهم سيكون بإذن الله (تعالى)

مصير أسلافهم، وما ذاك على الله بعزيز، إلا إني أدعوهم وأذكرهم بقول الرسول

الكريم: (الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية) [متفق عليه] .

سادساً: ليحافظ الجميع على الأمن والاستقرار الاجتماعي:

استقرار الأوضاع واستتباب الأمن مطلب الجميع ... وفي ظني: أن محاولة

التهميش والإقصاء المتعمد الذي بُدئ في ممارسته من قِبَل التيار الليبرالي المتنفذ

داخل المؤتمر الشعبي العام للصحوة الإسلامية (كوادر وأنشطة (يتنافى مع ذلك،

وأخشى أن يكون ذلك افتعالاً لحدوث انفجار قريباً في الأوضاع الأمنية والاجتماعية؛ نتيجة ذلك الكبت والتضييق، وخاصة في بلد كاليمن ذي التركيبة الاجتماعية

الخاصة.

لأن النتيجة الطبيعية لكبت الأنشطة الإسلامية والتضييق على العلماء والدعاة

الموثوقين لدى عامة الشعب هي: توقفهم عن القيام بدورهم في التوعية والتوجيه

من جهة، ووجود المبرر للقيام بأعمال ربما تتنافى مع الأمن والاستقرار من قبل

بعض الشباب الذين يملكون عاطفة جياشة للدين وحماساً مندفعاً، قد تؤدي إلى

أعمال لا تحمد عقباها نتيجة ذلك الكبت.

ولا شك أن أصحاب الشأن يعلمون أن العبث بهذه المسألة لعب بالنار، التي

لن تقضي على العابثين فقط، وإنما قد تؤذي غيرهم؛ لأنه ليس في وسع كل من

انتسب إلى العلم الشرعي التحكم في هؤلاء والقدرة على إقناعهم بعد انفلات الزمام

وانفراط العقد، فكيف بمن نُسِب إلى العلم الشرعي وليس من أهله.

ومهما كانت قوة الأجهزة الأمنية في اليمن، فإنها لن تستطيع التوصل إلى كل

فرد من هؤلاء إلا بعد قيامه بما لايريده الجميع، فهل يعي العقلاء ذلك؟ .

وهل يعي أصحاب النفوذ والقرار أن البلاد غير مهيأة لأن تعاني أكثر مما

عانت من محن ومآسٍ نتيجة حرب مثل حرب السبعين يوماً الأخيرة والمكائد الدولية

المتواصلة.

وهل يعي أصحاب النفوذ وأهل القرار أيضاً أن البلاد يكفيها ما هي فيه من

تمزق مناطقي وقبلي وطائفي، وأن الاستمرار في تنفيذ تلك المخططات وممارسة

تلك السياسات لا يخدمهم بوصفهم أشخاصاً ذوي سلطة ونفوذ، ولا يخدم البلد وطناً، ولا الشعب أفراداً.

وأود التذكير أن من الحكمة التي عرف بها أهل اليمن: أن يكونوا مع دينهم

ومع ما يدعو إليه من المحبة والتعاون والإصلاح ونبذ كل ما يخالفه أو يناقضه من

الاتجاهات العلمانية والفرق البدعية والطائفية البغيضة.

وأن يقفوا مع علمائهم ودعاتهم بقوة، معينين لهم، ومدافعين عنهم أثناء أدائهم

لرسالتهم في بيان الإسلام، وإقامة المجتمع المسلم، والمحافظة على هوية الأمة من

أن تمس بأذى عن طريق المناوئين في الداخل والمناصرين لهم في الخارج،

ونهمس في آذان شباب الصحوة بخاصة بالحذر من التخلي عن علمائهم وما ينتج

عن ذلك من فوضى قد تكون مخططاً لها من أعدائهم، والحذر الحذر من الانسياق

وراء ردود الأفعال التي قد يسعى إليها أعداء الدعوة؛ فإن المناخ مهيأ أكثر من أي

وقت مضى لتصيد الأخطاء وتضخيمها واستغلالها في محاصرة ومواجهة الصحوة

وشبابها، والإساءة إلى سمعتهم وتنفير الشارع اليمني عن دعوتهم.

كما أن علماء اليمن ودعاته مطالبون بالاستمساك بدين الله، والاعتصام به،

ورص الصفوف، والمحافظة على حقوق الأخوة الإسلامية، ونبذ أسباب الفرقة

والتشرذم، وترتيب الأولويات، وإدراك طبيعة المرحلة؛ حتى لا تُمَس دعوتنا

بأذى ونكون سبباً في وقوع ما لا يحمد.

نسأل الله (عز وجل) أن يجنب اليمن الويلات والمحن وأن يحفظ عليها

إسلامها وعلماءها والمخلصين من أبنائها وأن يبقي لها أمنها واستقرارها.

والله من وراء القصد