للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الورقة الأخيرة

معاناة من نوع آخر..

د. مالك الأحمد

تعاني الصحافة الإسلامية سواء أكانت الصادرة في البلاد الإسلامية أو في

الخارج من عقبات جمة، فالصحف - أو بالتحديد (المجلات) ، لأنه لا تكاد توجد

صحف إسلامية تصدر محلياً - فالمجلات الإسلامية الصادرة تطوقها القضايا

المحلية، وتأخذ حيزاً من صفحاتها المحدودة، وتضطرها أحياناً أن تكون هي

محورها الأساسي، كذلك تحاصرها النظم والقوانين الإعلامية مما يجعلها تخرج

أحياناً عن مصداقيتها، فقد تمدح أفراداً أو دولاً حسب ما تمليه عليها الظروف

السياسية.

أما الصحف الإسلامية الصادرة في الخارج فمعاناتها أشد، وهي وإن كانت

حرة في قول الكلمة والصدع بالحق، فإنها لا تستطيع أن تصل للقراء المعنيين

فتبقى محصورة في بلد الإصدار أو ما حوله من البلدان الغربية، وتجدها تستمر

فترة ثم تنقطع ثم تظهر أخرى وتنقطع.. وهكذا.

وفي الجملة فإن أي مطبوعة إسلامية تريد أن تصل إلى القارئ المسلم

والعربي بشكل خاص تجد نفسها أمام محاذير وخطوط حمراء كثيرة فتحاول

الاستمرار، فتحسب كلماتها بدقة ولكنها قد لا تصل إلى الكثير من البلدان على

الرغم من التحفظ في هذا الجانب أو ذاك.

والغريب أن بعض الخطوط الحمراء إنما توضع أمام المجلات الإسلامية ولا

تطبق على غيرها من الصحف والمجلات القومية والعلمانية، وإذا انتقلنا إلى

الجانب المالي نجد أن أغلب الصحف في العالم العربي إما رسمية أو شبه رسمية،

وبالطبع فهي مدعومة على كل حال.

وتبقى المجلات الإسلامية في الغالب تعتمد على التبرعات والإعانات فهي

خاسرة من ناحية التوزيع نظراً لافتقارها لسعة الانتشار، وكذلك لغياب السوق

الإعلانية عنها والتي تمثل الدخل الأساسي لأي مطبوعة.

وفي الجانب الفني والإداري هناك افتقار في الأوساط الإسلامية للمؤهلين

إعلامياً، فنحن إما أن نجد هواة دخلوا ميدان الإعلام عندما اضطرتهم الظروف

لذلك، وإن أبدع الكثير منهم، لكن تنقصهم الخبرة العملية وتبقى قلة من أصحاب

المهنة، لكنهم ضعيفوا الحس والرؤية الإسلامية.

وختاماً، نوجه دعوة حارة لأصحاب الأقلام والإعلاميين لدعم المسيرة وكذا

دعوة للقراء للمؤازرة وتفهم الظروف التي تحيط بالإعلام الإسلامي، كي لا يظن

بالقائمين عليه خلاف الحقيقة.

والله من وراء القصد،