للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنتدى

[أنبأني طبيب الساعة]

(خاطرة أدبية)

بوطيبة فيصل

على صدري وضع الطبيب السماعة، وأخذ يبحث عن همس بكل براعة،

فأنبأني بعد أن رفع السماعة بأني ميت بكل فظاعة.

فقلت له: وما سر موتي يا طبيب!

فأجابني بشجاعة: قد غاب فؤادك من صدرك وضاع! ؟ فراعني أني سأبقى

يتيم العواطف، وما أهمني بأني سأشل في كل الوظائف، وأن عقلي سيمشي

كالزواحف، وأني سأمضي حيث تقضي العواصف؛ فأنا لست واجفاً من كل

المواقف؛ لأني عارف بأني لست بخائف من كل المعارف، لذلك سألت الطبيب

حفيّاً بأن يطلب لي قلباً اصطناعياً، واشترطت أن يكون صاحبه غريباً، وأن أعمل

العملية حالياً؛ فالوقت لا يكفي كي أفكر مليّاً.

وبعد ساعات أفقت من ساعة الحلم، ووجدتني أنبض في كل جزء من جسمي، ... ووجدتني أستطعم نشوة التخدير في نومي. أدركت حينها بأن قلبي صار ...

(أتوماتيكياً) مثل فمي، وأدركت بعد ذاك أني قد نسيت عنواني واسمي؛ فعزيت

نفسي في نفسي من شر نفسي، ورأيتني أفسد الأرض بفأسي، وأبحث من شدة

اليأس عن رمسي؛ فإذا بهمس يناجيني في بأسي: أفق.. فقبرك يضيق من شدة

اللمس، وإذا بالهمس يؤذيني كالرعد.

أيها العربي المسلم لا تسلم من قلب الحقود، وألقه؛ فقلبك مرهون بوعد. إن

صح منك الوعد صح لك منا المجد من أول عقد لأول اللحد أو آخر العهد.