للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قيادة المؤسسة الأسرية]

سالم بن عبد الله القرشي

ترى أحدهم يقود مؤسسة أو منظمة عاملة في الحقل الصناعي أو الخدمي وله نشاطه وتخطيطه ورؤيته المستقبلية، وأهدافه البعيدة والأخرى القريبة.

ترى تحفيزاً للعاملين، وإكراماً للمجتهدين، بل إنك ترى الموظف المثالي والفريق المثالي.

لا تخطئ عيناك أَثَرَ ذلك في الإنتاجية المرتفعة والأرباح الهائلة.

وكم هو أثر ذلك في مجموعه على اقتصاد البلد، من نموٍّ اقتصادي مرتفع وزهو اجتماعي وثقافي ونفسي كبير.

إنه قمة الرُّقي الحضاري تعيشه تلك المؤسسة وذلك القطر.

ويبقى السؤال الكبير:

هل نمارس ـ نحن الآباء وقادة العمل المؤسسي ـ جزءاً ولو يسيراً من هذا التخطيط المنظم داخل المؤسسة الأسرية؟

لا أستطيع فلسفة هذا الضمور الذهني والفكري عن هذه الحاجة الملحة والضرورية لبناء مؤسسة هي النواة في كيان الأمة وفي كيان الدولة الحديثة.

حديثنا يملأ السماء ضجيجاً عن حاجتنا هذه الأيام ـ وخصوصاً مع دخولنا منظمة التجارة العالمية ـ إلى رسم الخطط والاستراتيجيات الإدارية والثقافية المتطورة والآخذة بالنُّظم الحديثة المراعية لحركة التقدم المتسارع في التقنية والتحرر الاقتصادي والتجاري الآخذ في الطغيان حركةً وتطوراً مع تسارع الأحداث والتغيرات.

ما أجمل هذا وأحسنه لو سار جنباً إلى جنب مع الأخذ بزمام المبادرة لصنع توجهات وسياسات أُسرية لصنع رؤية فردية وخطط استراتيجية وأهداف دقيقة لتربية وصناعة جيل أسري فريد!

إن المؤسسة الأُسرية أحوج ما تكون لهذه الخطط التي يصنعها المنظرون الإداريون للمنظمات الناجحة.

إنه استثمار في الإنسان من نوع آخر.

فهل يأتي علينا يومٌ نرى الأُسر تتسابق كسباق المؤسسات الأخرى في صناعة الأسرة المتميزة، الأسرة الرقمية في زمن العولمة، بدل أن يعولم الغرب نظام أسرته إلينا؟

أسرة مؤهلة تربوياً وأخلاقياً وعلمياً وثقافياً. هل يأتي علينا يومٌ نرى أن لكل أسرة صندوقها التنموي لتطوير وتدريب أفرادها؟

إن شيئاً من ذلك بدأت ملامحه تلوح في الأفق.


(*) مدير تحرير النخبة الإدارية.