أدب وتاريخ
وكسرت رمحي ...
شعر: علي محمد
بكت الديار لفرقة الأحباب ... ومصائبي أوهت عصيَّ شبابي
وغدا التشرد خبزنا وطعامنا ... يا طيب خبز الفارس الجواب
هذا يدرس في الخليج وغيره ... يسعى ويطرق أبعد الأبواب
حتى إلى الأفغان شرق نجمنا ... وأضيء ليل الغرب بالأغراب
وبقيت وحدي لا أباً لك حائراً ... بين " الخليل " وبدعة "السياب "
أغدو إلى النسمات أسأل بعضها ... علّ النسائم قابلت أحبابي
وأسائل الركبان علَّ مسافراً ... يشفي الغليل بجملة وجواب
بي رغبة في أن أعيش همومكم ... وأبثكم همي وسر عذابي
فلقد خرجت من الكنانة ضائعاً ... بعد الهوان وعيشة السرداب
وأضعت في أرض الشام قضيتي ... وكسرت رمحي في ربيع شبابي
وغراس دعوتي الحبيبة أودعت ... سجناً غليظاً مُوصَدُ الأبواب
وعلى ذُرى لبنان ثمة شاهد ... أني فريسة أكلب وذئاب
ويدوسني علج وأزعم أنه شهم ... يخفف لوعتي ومصابي
أمشي ويتبعني الهوان ودمعتي ... والذل والبلوى وصوت غراب
ولقد تركت العز عز محمد ... أملاً ببارق خلب كذاب
وغرقت في لبس الأنيق وغرني ... حسن الحضور بمجلس النواب
أنسى عداء المجرمين سياسة ... وأغيظ أهلي من بذيء سبابي
للظالمين تحيتي ومودتي ... ولأهل ديني طعنتي وحرابي
هذا جحيم لا يطاق ومنطق ... يأباه وحش قابع في الغاب
إن الذين تذوقوا طعم الهدى ... ويسوؤهم حال الهوى الغلاب
سيوحدون صفوفهم لينوروا ... درب الحياة بسنة وكتاب