احتدام شدة المعارك في أرتيريا
في الوقت الذي تستعد فيه أديس أبابا لاستضافة احتفالات الذكرى الخامسة
والعشرين لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية (٢٣-٢٦/٥/١٩٨٨) باتت على وشك
فقدان السيطرة التامة على إقليمي أرتيريا وتيجري الشماليين في خضم حربها مع
أهالي الإقليمين.
فقد فقدَ الجيش الأثيوبي السيطرة على الطريق الرئيسي الموصل بين أديس
أبابا والبحر الأحمر بالإضافة إلى تقهقره عن العديد من المدن الرئيسية خلال الفترة
الممتدة من شهر شباط المنصرم حتى الآن. وقد كانت الحكومة الأثيوبية قد أمرت
جميع الأثيوبيين في منتصف شهر أيار (مايو) بالتبرع بمرتب شهر واحد وذلك
مساهمة في دعم المجهود الحربي، كما أعلنت حالة الطوارئ في الإقليمين
المذكورين، ورفعت شعار: كل شيء من أجل الحرب. وتبدو حكومة أديس أبابا
المركزية - ولأول مرة منذ اندلاع الحرب هناك قبل ٢٦ عاماً - وكأنها على عتبة
خسارة الجولة الأخيرة من القتال. ويقول المراقبون إن كل شيء مرتبط بإمكانية
الجيش الأثيوبي على شن هجوم معاكس لاستعادة الطرق والمدن الرئيسية التي فقدها.
هذا وكان الأثيوبيون قد انسحبوا من جميع المدن الواقعة إلى الشرق. من
مدينة (كرن) (انظر الخريطة) التي يقول الأرتيريون أنهم يستعدون لدخولها، ومن
المعلوم أن جميع الطرق المؤدية إلى مدينتي أسمرة (العاصمة) وكرن قد قطعت وأن
تموين المدينتين قد أصبح متعذراً إلا من طريق الجو.
وتأتي هذه الانتكاسات العسكرية في وقت أخذت فيه روسيا تفكر ملياً في الحد
من نفقاتها العسكرية الضخمة الناتجة عن تورطاتها في نزاعات داخلية كهذه. ولا
سيما في أعقاب الصفعات التي تلقتها على أيدي الأفغان.
الأندبندنت ٢١/٥/١٩٨٨