للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مواقف

ودوا لو تكفرون كما كفروا..

صور من جهود المنصرين في إفريقيا

مراسل المجلة في إفريقيا

تتوالى جهود المنصرين العاملين في أوساط المسلمين في القارة الأفريقية

وتتنوع أساليبهم في ظل إمكانات مالية وبشرية وإدارية ضخمة، ومؤازرة واضحة

من الدول الغربية والمؤسسات العالمية، مما جعل مخاطرهم على المسلمين -

وخصوصاً الفقراء والنساء والأطفال - تتعاظم يوماً بعد آخر في ظل أمية طاغية،

وجوع مدقع، ومرض مؤلم، وشبهات فاتنة، وشهوات ملهية، وهو ما يوجب على

المسلمين مناصرة إخوانهم والسعي إلى رفع الجهل والجوع والمرض عنهم،

وسأكتفي هنا بإيراد بعض جهود المنصرين المكثفة والقصص الواقعية التي لا تمثل

إلا غيضاً من فيض، وقطرات من بحر؛ فلعل في ذلك عبرة وذكرى، ودفعاً للهمم

لنصرة دين الحق، والوقوف في وجه أهل الباطل، وسُبُلِهِم التي يبثون شبهاتهم عن

طريقها، ومن ذلك:

١- استطاعت الكنيسة في نيروبي في كينيا تنصير شاب عربي اسمه حسن،

وحين ارتدَّ عن الإسلام جعلته الكنيسة من زعمائها، وأخذت تطوف به المدن

والقرى لتغري به السفهاء قائلة: إن هذا الشاب عربي ولد في الإسلام ونزل القرآن

بلغته، ولكنه اختار النصرانية، وقد ارتدَّ بسببه حتى الآن ٨٥ شخصاً، وحين تتبع

الدعاة حاله وجدوا أن الجامعة الكاثولوكية تدرب طالباتها على كسب شباب المسلمين

وخاصة العرب فوقع هذا الشاب في حبال إحداهن.

٢- تمكنت الكنيسة في ولاية لامو ذات الأغلبية المسلمة في كينيا من بناء

أكثر من ٣٠٠ كنيسة حتى الآن علماً بأن هذه الولاية حتى عام ١٩٧٤م لم يكن فيها

أكثر من كنيستين، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الكنيسة سعت في توطين أتباعها

في تلك الولاية، ووقعت مع مؤسسة (G. T. Z) الألمانية اتفاقية تم بموجبها بناء

مدارس من مرحلة الروضة إلى المرحلة الثانوية.

٣- في منطقة سيولو في كينيا استطاع النصارى بناء ١٢ مدرسة وكنيسة،

ويشترطون على أبناء المسلمين الراغبين في الدراسة التنصر وإلا حُرموا من التعليم، وقد تنصر حتى الآن أكثر من ٥٠ أسرة فقيرة لا تستطيع دفع رسوم أبنائها

الدراسية ولا قيمة تغذيتهم وملابسهم التي تبلغ ١٤٠ دولار للفرد سنوياً، وهم الآن

تحت إشراف منظمة (F. F. H) التي كانت تزعم في بداية تواجدها بأنها تعمل

للإنسانية جمعاء، وحين تعرفت على واقع المجتمع تنكرت لمنهجها السابق

وأظهرت هويتها.

٤- قامت بعض المنظمات التنصيرية في دولة مالي ذات الأغلبية الإسلامية

بترجمة كتاب (الآيات الشيطانية) لسلمان رشدي إلى اللغة المحلية (البمبارا) التي

يتحدث بها أكثر من ٨٥% من السكان، وتم طباعة هذه الترجمة وتوزيعها بأعداد

هائلة، فأسفر ذلك عن نتائج مؤلمة تمثلت في نشر الفهم الخاطئ والتصور غير

الصحيح عن الإسلام في أوساط الكثير وخصوصاً طلبة الجامعات والمثقفين ثقافة

غربية.

٥- في بداية عام ١٩٩٩م تمكنت الكنيسة في دولة مالي من امتلاك أرض

كبيرة تقع في حي من أرقى أحياء باماكو العاصمة، وذلك لبناء كنيسة ومركز

تنصيري ومكتبة عامة، وتقدر كلفة بناء المشروع بـ ٦ ملايين دولار أمريكي،

ويتوقعون أن ينتج عن ذلك تنصر كثير من أبناء المسلمين إما اغتراراً بتضليلات

المنصرين، وإما طمعاً فيما يقدمونه إليهم من مساعدات مادية في ظل احتياجات

ماسة إلى الطعام والدواء والتعليم، خيب الله توقعاتهم!

٦- قامت الكنيسة في جوس في نيجيريا بتجهيز أربعة مواقع: ثلاثة منها

لإيواء أبناء المسلمين الفقراء وخصوصاً المهاجرين (وهم طلبة الكتاتيب القرآنية

التقليدية) ، ورابعها للمعاقين، ويتم في هذه المواقع الأربعة تقديم الطعام ثلاث

مرات يومياً ودعوتهم إلى الدخول في النصرانية، وقد تنصر عدد منهم ولبس

الصليب، وبخاصة الشباب، ناهيك عن أعداد كبيرة تشككت في دينها.

٧ - أنشأت الكنيسة في مدينة جوس في نيجيريا كُلِّيةً لتأهيل المنصرين في

مجال الدراسات الإسلامية ليتم إرسال طلبتها بعد التخرج إلى المدارس الحكومية

لتدريس الإسلام لأبناء المسلمين.

٨- أصاب مرض شديد امرأة من المسلمين تدعى (هند) فعجزت عن تكاليف

العلاج البالغ مقدارها (٥٠٠ دولار) ، فقامت الكنيسة بتولي علاجها، فارتدت المرأة

عن الإسلام وتنصرت، فقام المنصرون بتوظيفها، وزوجوها من أحد الأطباء،

ومنعوا الدعاة من اللقاء بها، وعندما حاول أحدهم اللقاء بها نقلها المنصرون إلى

مدينة أخرى خوفاً من أن تنجح محاولات الدعاة في الوصول إليها.

٩- أقامت الكنيسة في جمهورية التوجو العديد من المراكز الصحية التي تعالج

الناس مجاناً أو بثمن زهيد، وتشترط إدارتها على كل من يأتي للعلاج فيها بأن

يشاهد قبل الكشف والعلاج فيلماً عن حياة المسيح لمدة لا تقل عن ساعة.

١٠ - في دولة بنين أقامت الكنيسة في شمال البلاد ذات الأغلبية الإسلامية

مراكز تنصيرية ضخمة على مساحات شاسعة، وكان من أبرز أنشطتهم استقطاب

اللقطاء وأبناء الفقراء إلى هذه المراكز بدعوى كفالتهم وتعليمهم وتقديم المعونات

المادية لهم، وتسديد الرسوم الدراسية عنهم، ونحو ذلك.

كما أنهم جعلوا من هذه المراكز قاعدة للانطلاق إلى القرى والأدغال النائية

لتكثيف دعوتهم وبث باطلهم.