تاريخ العلاقات
الشيوعية الصهيونية
بقلم: محمد آمحزون
في غياب المفاهيم الإسلامية الصحيحة، ولأن الرأي العام في العالم الإسلامي
هو فريسة خداع منظم متصل، يحاول إغراق المنتسبين إلى الإسلام في الجهل
والتبعية باسم الشعارات المضللة، وحيث إنه ليس في العالم الإسلامي من يجهل
دور الغرب الصليبي في المؤامرة ولم يتحدث فيه ويكتب عنه؛ ولكن الكثير هم
الذين يجهلون صلة البلشفية والشيوعية باليهودية والصهيونية فكراً ونظاماً، ودورها
في خلق ما يسمى إسرائيل، فإني سأكشف النقاب في هذا المقال عن أبعاد هذه
الصلة وحقيقتها وأهدافها لخدمة اليهودية الصهيونية أولاً وأخيراً.
أثر اليهود في الثورة البلشفية وفي الفكر الشيوعي:
قامت الثورة البلشفية في روسيا عام ١٩١٧م لإسقاط القيصرية وإقامة دولة
شيوعية. ومما يلاحظ أن اليهود كانت لهم سيطرة شبه مطلقة على هذه الثورة
وقيادتها حتى وفاة لينين. ففي دراسة حديثة صدرت عام ١٩٦٥م لكاتب يهودي
أمريكي عاصر لينين ورافقه وهو (لويز فيشر) ورد أن لينين يهودي الأصل.
وذهبت إلى نفس القول مجلة (فرنسا القديمة) عام ١٩١٨م، وصحيفة (الساعة ...
الباريسية) ذات الاتجاه الاشتراكي الراديكالي عام ١٩١٧م، وقالت: إن اسم لينين ...
اليهودي هو (زيدر بلوم) .
ومما يؤكد دور اليهود في هذه الثورة البلشفية أنه في شهر مايو عام ١٩٠٧م
انعقد في لندن مؤتمر الحزب الشيوعي الخامس والأخير قبل الثورة، حضره
(١٠٥) مندوبين عن البلشفيك بزعامة لينين، و (٩٧) من المنشفيك بزعامة
مارتوف و (٤٤) من الديموقراطيين الاشتراكيين تتزعمهم روزا لوكسمبورغ،
و (٥٥) من الاتحاد اليهودي يتزعمهم رفائيل ابراموفيتش وليبرغولدمان، و (٣٥) من
الديموقراطيين الاشتراكيين الليتوانيين يتزعمهم دانيشفسكي، وكانت قيادات هذه
المنظمات جميعاً لليهود: لينين، مارتوف، روزا لوكسمبورغ، ابرا موفيتش،
ليبر غولدمان، دانيشفسكي. وضم المؤتمر من أصل (٣٣٦) مندوبٍ (٢٢٠)
مندوب يهودي و (١١٦) من أصل غير يهودي. وأعقب هذا المؤتمر إصدار
صحيفتين: صحيفة (بروليتاريا) ، وتمثل البلشفيك ويحررها لينين وبروفنسكي
وزينوفييف وكامينييف وكلهم من اليهود ماعدا بروفنسكي. وصحيفة (غولوس
سوسيال ديموكرات) أي الصوت الاشتراكي الديموقراطي، ويحررها مارتوف وبليخانوف وإكسلرود ومارتينوف - بيكل - وكلهم يهود ماعدا بليخانوف. ثم أصدر تورتسكي اليهودي أيضاً في نفس العام ١٩٠٨ صحيفة (فيينا برافدا) .
وهكذا كانت مصادر الفكر الشيوعي جميعاً تسيطر عليها عناصر يهودية، كما
كانت المنظمات الماركسية كلها من صنع أيديها وتنظيمها وبقيادتها.
وقد لقيت الحركة البلشفية دعماً مالياً مكشوفاً من البيوتات اليهودية الكبيرة:
فقد صرح جاكوب شيف المليونير اليهودي بأن الثورة الروسية نجحت بفضل دعمه
المالي، وقال إنه عمل على تحضير ذلك مع تروتسكي. وفي ستوكهولم كان
اليهودي (ماكس واربورك) ينفق بسخاء على هدم النظام القيصري بسبب عدائه
لليهود. ثم انضم إلى هؤلاء يهود آخرون من أصحاب الملايين: والف شبورك،
وجيفو لوفسكي الذي تزوج تروتسكي ابنته.
وبعد موت هرتزل تولى زعامة الحركة الصهيونية حاييم وايزمن الذي التقى
مع لينين في ٨ مايو ١٩١٦ بحضور الكاتب الصهيوني جاك ليفي في بيت
الصناعي اليهودي دانيال شورين في زيورخ بسويسرا لبحث المخطط الثوري
الاشتراكي لتقويض القيصرية التي كانت تقف في وجه إقامة الكيان الصهيوني في
فلسطين.
ومما قاله لينين لوايزمن: (على نجاح الثورة في روسيا يتوقف تحرير اليهود ...
من كابوس ملوك أوربا وحكامها ورفعهم إلى أعلى المراتب في الدولة، وفرض
احترامهم وشخصيتهم، وسوف تحقق الثورة (في روسيا) للشعب اليهودي المشتت
ما عجزت عن تحقيقه لهم الثورة الفرنسية عام ١٧٨٧) . واقتنع وايزمن بالفكرة
وقال للينين: (إن فتح أبواب الشرق واستقرار اليهود في فلسطين يتوقف في الدرجة الأولى على تدمير الامبراطورية العثمانية، وبتدميرها تزول الحواجز والعقبات التي تعترض المسيرة إلى أرض الميعاد ... عمرها أصبح محدوداً، وانهيارها وشيكاً. لابد من إنشاء دولة يهودية في فلسطين بعد أن تحقق الثورة الروسية أهدافها) .
وفي أعقاب نجاح الثورة واستيلاء الشيوعيين على السلطة قام لينين:
أولاً: بإصدار قرار بتحريم العداء لليهود، أي أنه اعتبر العداء لليهود جريمة
معاقباً عليها. وكان قراره تعبيراً عن عرفان الثورة بالجميل ليهود روسيا في دورهم
الأساسي بتقويض النظام القيصري. ونجد هنا أن لينين ألغى الموقف الرسمي
والمجتمعي من اليهود دون أن يلغي في المقابل موقف اليهودية من الدولة والمجتمع، وهو موقف يقوم على التغلغل في المرافق والمراكز الحساسة واستغلال النفوذ.
ثانياً: أصدر إعلاناً يعد فيه بتأييد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وكان
ذلك في نفس المرحلة الزمنية التي أصدر فيها بلفور-وزير خارجية بريطانيا- وعده
المشهور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. ولم يكن هذا التوافق فلتة أو
مصادفة وإنما حدث وفق مخطط مدروس. وبذلك حققت اليهودية انتصارين في
اتجاهين مختلفين وبقوتين متناقضتين. فقد كانت هذه المسألة - إقامة كيان صهيوني
في فلسطين- نقطة الالتقاء الوحيدة عام ١٩١٧م بين الشيوعية والرأسمالية. وعلاوة
على ذلك فإن لينين - قائد الثورة - بنى فكره وإيديولوجيته انطلاقاً من الفكر الماركسي، وماركس كما هو معروف كان يهودياً، ويجهل كثير ممن وقعوا في شباك الماركسية أن ماركس الذي اشتهر بالدفاع عن الحرية وحرية المستضعفين بصورة خاصة كان يؤيد الامبراطورية البريطانية -وهي إمبراطورية إمبريالية توسعية- بل وقد جعل مصالح الديموقراطية الثورية ومصالح إنجلترا مترابطة وفي كفة واحدة، وعبر عن ذلك في إحدى المقالات التي كتبها في صحيفة (نيويورك تربيون) الأمريكية التي كان مراسلاً لها في أوربا قال:
(ففي هذه المسألة -أي المسألة الشرقية- نرى أن مصالح الديموقراطية
الثورية مترابطة مع مصالح إنجلترا بشكل وثيق. فلا الديموقراطية ولا إنجلترا
تستطيع أن تدع القيصر يجعل من القسطنطينية إحدى عواصمه، وإذا سارت
الأمور نحو الأسوأ فإننا سنرى الواحدة أو الأخرى تتصدى له بنفس الزخم والمقاومة) [نيويورك تربيون Tribune New York ٧ إبريل ١٨٥٣م] .
كيف ذلك ونحن نعلم أن بريطانيا ذات اتجاه ليبرالي إمبريالي يتناقض قلباً
وقالباً مع ما يسمى الديموقراطية الثورية أو الاشتراكية الثورية التي يزعم ماركس
أنه يتبناها! إن في ذلك تناقضاً واضحاً يكشف النقاب عنه أن ماركس رغم تظاهره
بالإلحاد لإضلال وغواية البشر كان يهودياً في الصميم؛ إذ كانت بريطانيا وقتئذ
موئل اليهود وسندهم أكبر إلى جانب هولندا، وذلك قبل أن ينتقل مركز الثقل
اليهودي بصورة نهائية إلى الولايات المتحدة. بل كان ماركس صهيونياً، وله كتاب
اسمه: (المسألة اليهودية) ؛ فقد اتصل عام ١٨٦٢م بفيلسوف الصهيونية الأول ...
وواضع أساسها النظري (موشي هيس) صاحب كتاب (الدولة اليهودية) ، وعن
هذا أيضاً تلقى (تيودور هرتزل) الذي لم يزد على أفكار (موشي هيس) سوى أن ...
بسَّطها وأقام لها تنظيمها السياسي فيما يعرف بالحركة الصهيونية.
وقد بلغ من إعجاب ماركس وتأثره بـ (موشي هيس) أن قال عنه في كتابه (المسألة اليهودية) : (لقد اتخذت هذا العبقري لي مثالاً وقدوة، لما يتحلى به من دقة في التفكير واتفاق آرائه مع عقيدتي وما أومن به) ، وكذلك فإنه مما يلفت النظر إلى أن ماركس قد عبر بالشيوعية عن يهوديته ما كتبه فيما بعد (الحاخام لويز بورنس) ، وهو أحد أقطاب الصهيونية الحديثة قال: (إن كارل مار كس حفيد الحاخام مردخاي ماركس كان في روحه واجتهاده وعمله ونشاطه وكل ... ما قام به وأعدَّ له أشد إخلاصاً لإسرائيل من الكثير ممن يتشدقون اليوم ... بدورهم في مولد الدولة اليهودية) .
ومما يثبت أيضاً أن لليهود دوراً هاماً في ترويج الفكر الشيوعي ما ورد في البروتوكولات الصهيونية؛ فقد جاء في البروتوكول الثاني:
(لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء. ولاحظوا أن نجاح داروين ...
وماركس ونيتشه قد رتبناه من قبل، والأثر غير الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في
الشعب الأممي (غير اليهودي) سيكون واضحاً لنا على التأكيد) . ...
هذا بالإضافة إلى شواهد أخرى لا يتسع المجال لذكرها كلها؛ فقد ... نشرت مجلة (فريكان هيبرو) في عددها الصادر يوم ١٠/ ٣ / ١٩٢٠م وهي من ... كبرى المجلات اليهودية:
(إن الثورة الشيوعية في روسيا كانت من تصميم اليهود.. وإن ما تحقق ... في روسيا كان بفضل العقلية اليهودية التي خلقت الشيوعية في العالم) . وبتاريخ ...
الخامس عشر من شباط عام ١٩٦٨ ألقى ألكسي كوسيغين خطاباً في مدينة
(مدينسك) السوفيتية جاء فيه: (نحن لسنا أنصار حرب جديدة في الشرق الأوسط، ...
بل على العكس نريد سلاماً مستقراً في المنطقة، وهناك بعض الدول العربية ... تؤيد هذا الموقف. إننا نرفض تصفية إسرائيل، بل نؤيد استمرار إسرائيل كدولة) .
ومما يلاحظ أن الاتحاد السوفييتي منذ بداية الثورة البلشفية لم يتحرج في اتخاذ موقف التأييد المطلق والتنسيق المتكامل بينه وبين الحركة الصهيونية قبل قيام إسرائيل وبعد قيامها. ومن مطالعة النصوص والوثائق التي تغص بها سجلات الأمم المتحدة - ويستطيع كل إنسان الحصول عليها بأي لغة شاء- يتضح عدد من الحقائق والمواقف التي تدين الاتحاد السوفياتي في تأييد قيام إسرائيل وفي التمهيد لها، ثم في توفير ظروف استمرارها وبقائها وقوتها.
الشيوعية في بلدان أوربا وأثر اليهود فيها:
لو دققنا في قيادات الحركات الشيوعية الأخرى خارج روسيا لوجدناها غاصة
باليهود على مستوى القيادة والتنظيم أو على مستوى الفكر والمحتوى.
ففي ألمانيا بعد نجاح الثورة الشيوعية الأولى عام ١٩١٧م، قامت ثورة
شيوعية مماثلة قادتها روزا لوكسمبورغ، وهي يهودية بولونية شاركت وأسهمت في
النشاط الشيوعي مع التنظيمات الماركسية الأولى خارج الاتحاد السوفياتي لكن هذه
الثورة قمعت ثم أعدمت روزا لوكسمبورغ. وقد أوفدت الأممية الشيوعية (كارل ...
رادك) لقيادة الحزب الشيوعي الألماني في أعقاب فشل روزا لوكسمبورغ، ثم
تبعته (روت فيشر) وكلاهما يهودي.
وفي نفس هذه الفترة تقريباً قام يهودي شيوعي آخر وهو (بيلاكون) بثورة
في هنغاريا وكان هذا عام ١٩١٩م. وقد أعقب هذه الثورة مجازر ذهب ضحيتها
عشرات الآلاف من المواطنين. وكان الحصاد مجاعة عامة انتهت بإسقاط (بيلاكون) ؛ الذي فر وعاد إلى روسيا ليتسلم فيها إدارة منظمة الإرهاب في الجنوب ...
منها.
وفي بلدان أوروبا الشرقية الأخرى لم يكن اليهود أقل نفوذاً وارتباطاً بالحركة
الشيوعية.
ففي رومانيا كانت سكرتيرة الحزب (أنَّا باوكر) التي ولدت في بوخارست
لأبوين يهوديين ثم هاجر والداها وكان جزاراً - مع أحد اخوتها إلى إسرائيل
واستوطنها. عاشت فترة من الزمن في أمريكا، ثم استطاعت أن تبلغ ذروة السلطة
في الحزب الشيوعي الذي تسلَّم الحكم في أعقاب الحرب العالمية الثانية من الجيش
الأحمر.
وفي بولونيا ظل يحكمها إلى فترة غير بعيدة أربعة يهود هم: مينك وسكريينر
فسكي، ومودز يلفسكي، وبرمان، وهذا الأخير كان يعيش في روسيا، ثم اختارته
موسكو ليكون حاكم بولونيا الخفّي بعد الحرب.
وفي تشيكوسلوفاكيا استطاع اليهودي سلانسكي أن يفرض ديكتاتورية حمراء
أخرى، ثم شملته حملة التطهير، لكن الذين حاكموه كانوا أيضاً من اليهود: سيفان
رايتز وغيره، وظلت تشيكوسلوفاكيا تحت حكم اليهود الشيوعيين، وقد تمكن
هؤلاء من تنظيم مساعدة إسرائيل عام ١٩٤٨ م عسكرياً وبشرياً وأمدوها بالكثير من
أسباب القوة، ثم صاروا يمدونها بعد ذلك بكل أخبار صفقات التسلح الشيوعي إلى
البلدان العربية، ومواقع جيوشها وكفاءتها وتنظيماتها، وكل ما اتصل بأسرارها
العسكرية، وإلى جهود هؤلاء وإلى عوامل أخرى يرجع الفضل فيما حققت إسرائيل
من نصر خاطف عام ١١٦٧ م.
وفي هذا الصدد نذكر قول الشاعر:
ونشحد من يهود الشرق عدلاً ... كمن تخذ الغراب له دليلا
وحين نبحث عن أصول وزراء التعليم والتربية في جميع بلدان أوربا لشرقية
في الستينات نجدهم يهوداً وبغير استثناء. ويرجع حرص اليهود على هذه الوزارة
بالذات إلى حرصهم؛ على توجيه النشء وصياغة أفكاره وفق المخطط الذي أعدّوه.
قائمة لبعض القيادات اليهودية العليا في الحركة الشيوعية والتي كان لها دور
في الثورة البلشفية.
لينين: اسمه الأصلي: زيدر بلوم. قائد الثورة البلشفية عام ١٩١٧ الأمين
العام للحزب حتى وفاته.
كروبسكايا: زوجة لينين، شغلت أمانة سّر لجنة تحرير (الأيسكرا) ، أول
صحيفة شيوعية.
تروتسكي: اسمه الأصلي (برونشتاين) ، عاش فترة من حياته في نيويورك، رئيس سوفيات بطرسبورغ عام ١٩٠٥ م، أسهم في ثورة ١٩١٧م.
روزا لوكسمبورغ: يهودية بولونية، أسهمت في جميع النشاط الشيوعي ... الذي سبق ثورة روسيا، وكانت مع أعضاء حزبها شريكة في التخطيط للحركة الشيوعية في أوربا.
بارفوس: رئيس سوفيات بطرسبورغ بعد تروتسكي، أسهم في ثورة ١٩٠٥
و١٩١٧م
مارتون: عضو تحرير صحيفة _ أيسكرا (الصحيفة الشيوعية الأولى. قاد
الانشقاق ضد لينين وسمى أنصاره المنشفيك، اسمه الأصلي: رباوم.
زينوفييف: كان يعرف مع لينين وكامينيف بالثلاثي، وهو صديق لينين
الشخصي وأحد أبرز العناصر الشيوعية، ترأس الأممية الشيوعية من عام ١٩١٩م
حتى ١٩٢٦م.
إكسلورد: عضو تحرير صحيفة (أيسكرا) ومن القادة الأوائل للحركة
الشيوعية مع بليخانوف في جنيف.
ليبر غولدمان: من رواد الحركة الشيوعية الأوائل، أسهم في مؤتمر لندن
عام ١٩٠٧ م.
لتفينوف: واسمه الأصلي مايروالاش. وزير خارجية روسيا بين ١٩٣٠-
١٩٣٩، أسهم في سرقة بنك تغليس قبل الثورة للحصول على المال وتمويل
الحركة الشيوعية.
سفردلوف: أحد قادة الثورة البلشفية ومن العناصر البارزة في اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي السوفياتى، ورئيس لجنة الدستور وثانى رئيس للجمهوريات
السوفياتية بعد الثورة.
كامينيف: أول رئيس للجمهوريات السوفياتية بعد الثورة البلشفية.
يوريتزكي: رئيس مفوضية الجمعية التأسيسية التي قامت في أعقاب الثورة.
رادك: قاد الحزب الشيوعي الألماني موفداً من الأممية الشيوعية بعد إعدام
روزا لوكسمبورغ، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بعد وفاة لينين.
وارون أيزفوفتش كرمر: عضو اللجنة المركزية للمؤتمر الأول للحزب الذي
وحد المنظمات الماركسية في روسيا القيصرية.
روز شتاين: المشرف على جميع الشؤون الشرقية وما يتصل بالعلاقات
الروسية - الإسلامية في الدولة الشيوعية بعد الثورة. وقد أشرف على تأسيس أول
حزب شيوعي في فلسطين عام١٩١٩م، وكان حزباً يهودي القيادة. وإلى العناصر
اليهودية في هذا الحزب أوكل أمر إنشاء الأحزاب الشيوعية في البلاد العربية.
ولمن يريد التوسع في موضوع العلاقات الشيوعية الصهيونية فليرجع لكتاب (التاريخ السري للعلاقات الشيوعية الصهيونية) لنهاد الغادري، من منشورات دار
الكتاب العربي؛ وهو كتاب يكشف عن الصلات بين الحركتين الشيوعية
والصهيونية وعلاقتهما الواحدة وفكرهما الواحد وعناصر تكوينها المشتركة. ويقدم
مجموعة من الوثائق تدين الحركة الشيوعية بالعمل بالتوافق مع الحركة الصهيونية
ولمصلحة اليهودية، كما يقدّم مجموعة من الوثائق لتاريخ الأحزاب الشيوعية
العربية ودور اليهود في إنشاءها وتمويلها.
أثر اليهود في نشر الفكر الشيوعي في البلاد العربية الإسلامية:
إن اليهود بدأوا منذ القرن التاسع عشر - على الخصوص - في التطلع
والتخطيط لإقامة كيان صهيوني في فلسطين. وقد كانوا يعلمون جيداً أن ليس
بإمكانهم أن يطأوا أرض فلسطين بأقدامهم وأن يقر لهم فيها قرار إلا في حالة ضعف
المسلمين وتخلفهم، كما كانوا يدركون أن الإسلام هو السر الحقيقي لقوة المسلمين
ونهوضهم. ولذلك أقدموا بما لديهم من هيمنة على وسائل الإعلام المختلفة على نشر
الفكر الشيوعي وتمويل وتأسيس الأحزاب الشيوعية في البلاد العربية، ونشر
الإلحاد وغير ذلك من المفاهيم العلمانية المادية التي تدعو المسلمين إلى فصل الدين
على الدولة، وعن الحياة والتحلل من الأخلاق والقيم الإنسانية. وكان ذلك تحت
ستار الشعارات الخادعة المضللة، فتغلغلت تلك الأفكار في عقول كثير من الشباب
الذين فقدوا التوجيه الصحيح والفهم العميق المستنير للإسلام لأسباب داخلية أهمها
غياب الإسلام عن الساحة كنظام حضاري ومنهج حياة شامل، ولأسباب خارجية
أهمها الغزو الشيوعي الصهيوني والصليبي للعالم الإسلامي، واستيراد أساليب
وأنظمة ظاهرها التقدمية والتحرر، وباطنها الاستلاب والاحتواء والجمود. فقد
جرب المنتسبون إلى الإسلام مختلف الأنظمة الوضعية من ليبرالية واشتراكية فلم
تزدهم إلا بلة وجموداً وتأخراً وتبعية للغير. علماً بأن الظروف التي مرت بها أوربا
وجعلتها تكره الدين - بمفهومه الكنسي المحرّف الضيق الانتهازي - هي ظروف
ليست موجودة في الإسلام، ولله الحمد.
وقد استغل الشيوعيون اليهود وعلى رأسهم ماركس معركة الدين والعلم،
والدين والدولة في أوربا للتمويه والمغالطة وتعميم الأحكام بالقول أن الدين أفيون
الشعوب -أي الدين عامة - وأنه يتعارض مع النظر العقلي، وهي شبهة لها مجالها
الحقيقي في واقع الكنيسة والفكر الغربي، بينما لا نجد لها أي أثر في الإسلام
والفكر الإسلامي.
إن الكنيسة في غرب أوربا حرّفت الدين المنزل من عند الله، ونشرت
الأوهام والخرافات بين الناس، وابتزت الأموال بغير حق، ووقفت في وجه
الحركة العلمية وحجّرت الفكر. ولاشك أن هذه المواقف الكنسية السلبية باسم الدين
أعطت له مفهوماً مظلماً قاتماً ظل يعيش في أعماق الفكر الأوربي في العصر
الحديث. هذا علاوة على أن التحريف الذي وضعه الفكر الغربي للدين لا يمكن أن
ينطبق على الإسلام؛ فرجل الدين في الغرب يوصف بأنه لا يصلح لفهم أمور
الحياة والتدخل في شؤون الدولة بسبب انقطاعه عن صحبة الناس في الأديرة
والكنائس، إذ أن الكنيسة في الأصل تركت القوانين والأوضاع التي كانت تسود
الإمبراطورية الرومانية تتحكم في شؤون الناس.
أما الإسلام بمفهومه الصحيح المستمد من الكتاب والسنة - لا بمفهوم المنافقين
الذين يرفعون شعار الإسلام، لكن في آن واحد يجزئونه ويشوهونه تبعاً لأهوائهم
ومصالحهم الخاصة - فقد أقام العدل والمساواة بين الناس؛ لا فرق في ذلك بين
حاكم ومحكوم في الحقوق والواجبات، وأمر بالشورى وحرية التعبير في إطار
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشجع العلم، وحرر الإنسان من رق التقليد
الأعمى وربّاه على حرية الفكر والاستقلال في الإرادة مع التقيد بالدليل؛ فهي حرية
فكرية تقوم على قواعد النظر والاستدلال بعيداً عن الأهواء والأوهام. ولم يقف أمام
الحضارة والعلم والمدنية معارضاً أو مناهضاً كما فعلت الكنيسة في العصور
الوسطى، بل كان باعثاً للانطلاقة العلمية التي أدت إلى ابتكار المسلمين للمنهج
العلمي التجريبي. وهذا المنهج التجريبي هو الذي تسلمته أوربا من المسلمين عن
طريق الأندلس وصقلية والشام وأقامت عليه مدنيتها الحديثة وعلاوة على هذا فإن
الإسلام لا يقتصر على الشعائر التعبدية -كما هو الأمر عند الكنيسة- بل هو منهج
كامل للحياة الإنسانية؛ إذ إن معنى الإسلام: الاستسلام والانقياد والخضوع لله
والتزام حكمه في كل شؤون الحياة، أي بمعنى إسلام النفس كلها لله حيث تكون
أفكار الإنسان ومشاعره وسلوكه العملي كلها محكومة بالدستور الذي أقره الله.
فالسلطة التشريعية حق لله سبحانه وتعالى لا يجوز أن يشاركه فيها أحد، ومدار
الإسلام على ذلك كله، قال تعالى: [فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ
بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيماً] [النساء: ٥٥] ،
وقال تعالى: [ومَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ] [المائدة: ٤٤] .
وقال جل وعلا: [إنِ الحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ] [يوسف: ٤٠] إلى غير ذلك من التقريرات
الكثيرة الواردة في القرآن الكريم.
ويبدو شمول التشريع الإسلامي أيضاً في بعدٍ آخر وهو النفاذ إلى أعماق
المشكلات الإنسانية المختلفة، ما يؤثر فيها وما يتأثر بها، والنظر إليها ومعالجتها
معالجة محيطة مستوعبة مبنية على معرفة النفس الإنسانية وحقيقة دوافعها وتطلعاتها
وضرورياتها، ومعرفة الحياة البشرية وتنوع احتياجاتها وتقلباتها وربط التشريع
بالقيم الإنسانية على الصعيد الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي، فجاء هذا التشريع لخدمة الإنسانية ولمصلحة الجميع، [أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُوَ
اللَّطِيفُ الخَبِيرُ] [الملك: ١٤] .
ومما يلاحظ أن الحملات التي تُوجَّه ضد الدين الحق -وهو الإسلام- إنما
توجه من قبل دعاة المذاهب المادية وعلى رأسهم اليهود ضمن مخطط رهيب يتبلور
من خلال الغزو الفكري الذي حاول بمختلف الأساليب القضاء على أثر الإسلام في
عقر داره، وإيهام المخدوعين من أبناء هذه الأمة أن لا سبيل للتقدم إلا بإبعاد
الإسلام عن مجالات الحياة المختلفة؛ هذا كسلاح لتركيز السيطرة اليهودية والتمكين
لها في البلاد الإسلامية، إذ يدرك اليهود جيداً أن الإسلام يقف سداً منيعاً في وجه
أي احتواء أو تبعية أو تنازلات لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بأرض إسلامية
كفلسطين وتهجير وتشريد شعب مسلم بأكمله.
وهذه قائمة لبعض اليهود ممن كان له أثر كبير في تمويل وتأسيس الأحزاب
الشيوعية العربية:
ليون سلطان: يهودي مغربي، مؤسس الحزب الشيوعي بالمغرب عام
١٩٤٣ م.
أبراهام السرفاتي: شمعون ليفي: يهوديان مغربيان أسهما أيضاً في إنشاء
الحزب الشيوعي بالمغرب تحت رئاسة (ليون سلطان) السابق الذكر، وهما ...
عضوان في حزب التقدم والاشتراكية.
يعقوب كوجمان: يهودي عراقي، من مؤسسي الحزب الشيوعي في العراق.
أميل، أوسكا، مولر: ثلاثة شيوعيين يهود حملوا الأموال والتوجيهات
الأجنبية للحزب الشيوعي السوري اللبناني. وقد وردت أسماؤهم في اعترافات
وفيق رضا القائد الشيوعي القديم، وجميعهم من موفدي الكومنترون.
ساسون دلال: يهودي عراقي، من مؤسسي الحزب الشيوعي العراقي، تولى
مناصب قيادية فيه.
برنمو: يهودي شيوعي من فلسطين. كان مستشاراً لقيادة الحزب الشيوعي
السوري اللبناني.
هلل شفارتس: مؤسس منظمة (الأيسكرا) في مصر.
مرسيل إسرائيل: مؤسس منظمة الشعب الماركسي في مصر.
جاك تيبر شامي: رئيس الحزب الشيوعي في سورية ولبنان، وهو ... يهودي روسي الأصل من فلسطين.
كورييل: يهودي مصري إيطالي الأصل، مليونير، أسس الحركة
الديموقراطية للتحرر الوطني في مصر، وهي حركة شيوعية انضم إليها فترة من
الزمن بعض عناصر القيادة الحاكمة في مصر.
أبو زيام: شارك جاك تيبر -السابق الذكر- في توجيه الأحزاب الشيوعية في
سوريا ولبنان وفلسطين، ويعتبر من أبرز خبراء الكومنترون في شؤون الشرق
العربي. وقد تزعم الحزب الشيوعي في فلسطين بين عامي ١٩٢٤-١٩٢٩م.
أفيجور: يهودي روسي، انتدبه الكومنترون لتأسيس الحلقات الماركسية
الأولى في مصر.
إن خطط اليهود المتآمرين على الأمة الإسلامية لا تقف عند حد، وتكاد تكون
هي ذاتها منذ هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة: تغذية الأحقاد
وإذكاء النفاق وإشعال نار الفتن لتدمير المجتمع الإسلامي بنشر الإلحاد والفساد
والانحلال بين أفراده باسم الليبرالية تارة وباسم الشيوعية تارة أخرى.
ألم يأن للمسلمين أن يتصدوا للمتآمرين على وجودهم وكيانهم وعقيدتهم ويقفوا
صفاً متراصاً لإحباط خطط اليهود.
ولعل فيما قاله أحد مشاهير الفلاسفة - إدمون يوركه - ما يشير إلى الطريق
الذي يجب على قوى الخير المتمثلة في المسلمين سلوكه لإنقاذ أنفسهم بل وإنقاذ
البشرية من المخططات الإجرامية لقوى الشر المتمثلة في اليهود وغيرهم: (إن كل
ما تحتاج إليه قوى الشر لكي تنتصر هو أن يظل أنصار الحق مكتوفي الأيدي دون
القيام بعمل ما) .