للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأَقلام القرَّاء

* كتب الأخ ياسر عبد العزيز طاكشندي هذه الكلمة بعنوان:

يا إمامنا صل فإنك لم تصل

إن مسئولية الإمام بالمسجد مسئولية من المسئوليات الجسيمة التي لا يعيها

كثير من الأئمة والعلماء في عصرنا هذا، بل ولا يعيرها في أيامنا هذه الكثير ممن

يقومون بالإمامة أي اهتمام.

فإذا أردنا أن نلقي الضوء على أحد هذه الجوانب فأول ما يلفت انتباهنا هو

الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه-. قال: بينما نحن

جلوس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ دخل رجل صلى فقام فسلم على النبي

- صلى الله عليه وسلم -، فقال: إرجع فصل، فإنك لم تصل، فعلها ثلاثاً، ثم

قال: والذي بعثك بالحق نبياً لا أحسن غير هذا فعلمني. فقال له النبي - صلى الله

عليه وسلم - إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم

اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً،

ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها.

وإذا ما نظرنا إلى موقف النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - في الحديث

الذي ورد آنفاً فإنه رغم أن النبي كان جالساً مع أصحابه يحدثهم إلا أنه لم تفت عليه

أن يراعي شئون المصلين في المسجد والنظر في صحة صلاتهم، بل ولم يكتف

بذلك مرة بل فعلها ثلاث مرات وهو يراقب هذا الرجل.

والمتمعن في سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام يجد أن

القيام بمهام الإمامة ليس عبارة عن طقوس وحركات يؤديها الإمام ويكررها

المأمومون خلفه، بل يتعين عليه أن يراعي من هم حوله فهذا من مسئولياته وكما

قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته. وهذه

المسئولية تتفاوت بحسب القدرة.

فيجب على الإمام مراعاة شئون من حوله جميعاً سواء كانت مما يتعلق بأمور

الدين، أو الدنيا، ذلك لأن الإسلام لم يفرق بين أمور الدين والدنيا لأنه نظام حياة

كاملة وشاملة لأعمال الإنسان المسلم في جميع أحواله، وأطواره، لكن الذي فرق

أمور الناس بين دين ودنيا هم العلمانيون وجميع أعداء الإسلام، حتى صرنا

مقتنعين بما أملاه الغرب - وأذياله من العلمانيين - علينا من التفرقة بين الدين

والدنيا.

فهل لأئمتنا ولنا أن نعي الدور المنوط بنا تجاه ربنا ثم تجاه مجتمعنا الذي

نعيش فيه؟ .