في دائرة الضوء
مشروع تقسيم العالم الإسلامي
دويلات الطوائف إلى أين؟ !
يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مشاريع دويلات الطوائف وما يسمى
بـ (الكانتونات) ، خصوصاً مع تزايد النغمة الانفصالية ونغمة إقامة المناطق ...
المحمية؟ ! وتقف خلفها بعض الأصابع الخفية حول هذه الدعوات القديمة المتجددة باسم الإنسانية والدفاع عن حقوق الأقليات والطوائف الدينية والعرقية والمذهبية..
ففي العراق أقيمت منطقة لحماية الشيعة في جنوب العراق بعد إقامة محمية
للأكراد في الشمال؟ !
وفي السودان، طالبت حركة التمرد النصرانية في محادثات جوبا الأخيرة
بانفصال جنوب السودان عن شماله. أما مجلس الكنائس الأفريقي فقد دعا إلى إقامة
منطقة محمية في جنوب السودان على غرار ما يحدث في شمال العرق وجنوبه،
وكرر مثل هذا الكلام نفسه جون قرنق، أما الولايات المتحدة فقد صرحت أنها لا
تعارض مبدئياً تقسيم السودان؟ !
وفي مصر دعت بعض الجمعيات القبطية التي تعيش في الخارج أمريكا إلى
تدخل إنساني وإقامة منطقة محمية للأقباط لإنقاذهم من مذابح المسلمين؟ !
لقد أصبح ما يسمى بـ (المناطق المحمية) تقليداً تسعى الدول الغربية على
إشاعته في العالم الإسلامي فقط فهو مفصل على جسد الأمة الإسلامية المثخن
بالجراح.
أما لبنان، فقد كتبت مجلة الوطن العربي (١٨/٩١٩٩٢) عن مشروع
(محمية دولية للموارنة في لبنان) بعد مقاطعة الموارنة للانتخابات الآخيرة ... التي أقيمت في لبنان مؤخراً وعلى رأسهم بطريرك الموارنة، حيث أجرى هذا البطريرك اتصالات مع بابا الفاتيكان يدعوه إلى التدخل لإنقاذ نصارى لبنان من الاضطهاد والتهجير القسري.
بالإضافة إلى مشروع تقسيم البوسنة والهرسك بين النصارى من الصرب
والكروات، وكذلك أفغانستان هناك محاولة لتقسيمها على أساس عرقي، أو على
أساس مذهبي وعقدي بين الشيوعيين وأهل السنة والروافض.
إنه صورة أخرى لاتفاقية (سايكس -بيكو) بينما تتجه الدول الأخرى إلى
الوحدة والتكتل مثل الوحدة الأوربية، والتكتل القادم بين دول أمريكا الشمالية
وغيرها.