للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمون والعالم

حقيقة المفاوضات

بين جبهة تحرير مورو الوطنية والحكومة الفلبينية

وموقف جبهة تحرير مورو الإسلامية

محمد أمين

وردنا من مكتب الإعلام الخارجي لجبهة تحرير مورو الإسلامية البيان رقم

(٢٩) الصادر في غرة هذا الشهر والمتضمن موقف الجبهة بين المفاوضات الأخيرة

مع الحكومة النصرانية في الفلبين والأعمال الجهادية التي قام بها المجاهدون مؤخراً.. ويسرنا إيراد أهم ما فيه، شاكرين للجنة الإعلام الخارجي تواصلها.

- البيان -

لعل إخواننا المسلمين المهتمين بالقضايا الإسلامية ومنها قضية مسلمي مورو

في جنوب الفلبين يتساءلون عن موقف جبهة تحرير مورو الإسلامية إزاء

المفاوضات التي جرت في جاكرتا أندونيسيا من ٢٦/١٠ - ٦/١١/١٩٩٣م بين

جبهة تحرير مورو الوطنية وبين الحكومة الفلبينية الصليبية.

وقبل بيان موقف جبهة تحرير مورو الإسلامية نوضح فيما يلي بعض الأمور

التي حدثت قبل المفاوضات المذكورة:

١- بدأت مفاوضات مسواري مع مندوبي الفلبين في طرابلس ليبيا سراً

بواسطة الرئيس الليبي في العام الميلادي الماضي (١٩٩٢م) واستمرت الاتصالات

السرية بين الجانبين منذ ذلك الوقت إلى أن تم الاتفاق على استئناف المفاوضات في

١٤-١٦/٤/١٩٩٣م في أندونيسيا وأعلنت في هذه الجولة بعد أن سادها كتمان محكم

خلال العام الماضي وأوائل هذا العام، وبعد هذه الجولة المعلنة استمرت الاتصالات

بين الجانبين إلى أن تم الاتفاق على عقد جولة ثالثة من المفاوضات في ٢٦/١٠- ٦

/١١/١٩٩٣م في جاكرتا أندونيسيا.

٢- المفاوضات المذكورة التي عقدت في أندونيسيا لم تتوصل إلى أي شيء

سوى الاتفاق على وقف النزاع بين جبهة تحرير مورو الوطنية وحكومة راموس،

واستمر الحوار بين الجانبين.

٣- أثناء المفاوضات السريّة بين جبهة تحرير مورو الوطنية وحكومة

راموس الصليبية اتصلت حكومة الفلبين عدة مرات بجبهة تحرير مورو الإسلامية

بقيادة أميرها الشيخ/ سلامات هاشم وعرضت عليها التفاوض معها ولكن جبهة

تحرير مورو الإسلامية رفضت، وتكررت الاتصالات ولكن بدون جدوى، وذلك

لأن دولة الفلبين لا تريد التعايش أو السلام مع المسلمين وإنما تريد استمرار

استعبادهم وسيطرتها على بلادهم لتستمر في سرقة أموالهم ونهب خيراتها.

موقف الجبهة من المفاوضات المذكورة:

١- إذا اتفق الجانبان على تنفيذ اتفاقية طرابلس المعروفة كاملةً نصاً وروحاً

دون اهمال أي بند من بنودها، فلن تعارض الجبهة هذا الحوار لأنها تعتبر الاتفاقية

المذكورة اتفاقية مقبولة.. أما إذا لم تنفذ الاتفاقية كاملة أو أهمل بند من بنودها أو

جزء من أي بند من بنودها، فستعارضها الجبهة الإسلامية معارضة شديدة،

وترفض أي اتفاق أقل أو أدنى من اتفاقية طرابلس في عام ١٩٧٦م.

٢- على أن تنفيذ اتفاقية طرابلس لا يتم إلا إذا طبق الحكم الإسلامي، فلا

معني لاعطاء المسلمين حرية دون أن يحكموا أنفسهم بكتاب الله وسنة رسوله -

صلى الله عليه وسلم-، وعند عدم تطبيق الشريعة الإسلامية فإننا نعارض الاتفاقية

معارضة شديدة ونستمر في الجهاد في سبيل الله لأن هدفنا هو إعلاء كلمة الله

ونصرة دينه، وهذا لا يتم إلا إذا طبقت الشريعة الإسلامية تطبيقاً كاملاً في جميع

شؤون الدولة وحياة المجتمع والفرد؛ علماً بأن جبهة تحرير مورو الإسلامية تعد

الآن من خلال مجلس الشورى وهو جهازها الدستوري والاستشاري تعد دستوراً

إسلامياً على ضوء الكتاب والسنة وتطبقه في كل شبر من أراضي مورو المحررة.

٣- لا علاقة لجبهة تحرير مورو الإسلامية بقيادة أميرها الشيخ/ سلامات

هاشم وجماهير شعب مورو المسلم الذين يلتفوا حولها بالاتفاق المذكور على وقف

النزاع بين جبهة تحرير مورو الوطنية (مسواري) وحكومة راموس الصليبية الذي

توصلت إليه في مفاوضاتها بأندونيسيا في ٢٦/١٠- ٦/١١/١٩٩٣م؛ وإن مجاهدي

جبهة تحرير مورو الإسلامية ثابتون في خنادقهم في الجبهات القتالية وهم شاهرون

السلاح أمام العدو المعتدي، وبعض الفصائل الجهادية تستمر في عملياتها العسكرية

وهجومها المضاد ضد القوات المسلحة الفلبينية التي قامت وتقوم بعمليات همجية

ضد المسلمين المدنيين العزل، وقد تصاعدت المعارك بين مجاهديها وبين جنود

راموس الصليبيين أثناء المفاوضات المذكور، وذلك أن جنود العدو الماكر اعتدوا

على المسلمين الآمنين العزل ودافع مجاهدونا عن هؤلاء المسلمين الأبرياء فقاموا

بهجمات مضادة ضد أولئك المعتدين، وقد تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح

والعتاد.

اعتداء صليبي على مجاهدي جبهة تحرير مورو الإسلامية:

بعد يوم واحد فقط من توقيع اتفاقية وقف النزاع بين الجبهة الوطنية وحكومة

راموس الصليبية، هاجم جنود راموس الصليبيون أحد مواقع مجاهدي جبهة تحرير

مورو الإسلامية في الجبهات القتالية على حدود محافظة ماجينداناو المتاخمة

لمحافظة لاناو الجنوبية، وكان ذلك يوم الاثنين ٢ جمادى الأولى ١١هـ ووقع

الجانبان على اتفاقهما يوم السبت ٢٢ جمادى الأولى ١١هـ؛ ورد مجاهدونا على

هذا الاعتداء بهجوم مضاد، وبعد معركة عنيفة استمرت خمس ساعات أو أكثر

تقهقر جنود العدو المهاجمون وطاردهم مجاهدونا واستولوا على أحد مواقع المعتدين

بعد أن قتل منهم ثمانية عشر جنديا صليبيا واستولى المجاهدون على أسلحتهم

وعدتهم وكان هجوم العدو أثناء اجتماع اللجنة المركزية للجبهة الإسلامية في مكان

قريب من الموقع الذي تعرض للهجوم، وكان هذا الاعتداء الغادر متوقعا فقد أعلن

الرئيس فيديل راموس يوم السبت ٢٢ جمادى الأولى ١٤١٤هـ أي قبل يومين من

هجوم قواته على موقع مجاهدينا أن الاتفاق على وقف النزاع بين حكومته وبين

جبهة مسواري الوطنية فقط وأن جبهة تحرير مورو الإسلامية بقيادة سلامات هاشم

ليست طرفاً في الاتفاقية ومن ثم لا تشملها الاتفاقية على وقف النزاع، ورحبنا بذلك

التصريح.

حكومة راموس توزع الأسلحة على النصارى:

من الدلائل التي تدل على أن الحكومة ليست جادة في مفاوضاتها السلمية مع

الجبهة الوطنية، وأنها مصممة على تنفيذ خطتها لمحاولة القضاء على الإسلام

والمسلمين في بلاد مورو المحتلة: أنها وزعت ومازالت توزع أسلحة متطورة على

النصارى المستوطنين، وتم توزيع آلاف من الأسلحة خلال الأسبوعين الماضيين

على المستوطنات النصرانية المجاورة للقرى الإسلامية وهؤلاء النصارى الذين

وقعت في أيديهم الأسلحة يقتلون كل مسلم يجدونه ذكراً أو أنثى طفلاً أو شيخاً بل

حتى الرُضّع، لاعتقادهم أن الطفل المسلم الرضيع سيكبر وسيكون عدواً لهم.

ونتيجة لهذه الأعمال الهمجية قد تشرد عشرات الآلاف من المسلمين تاركين

وراءهم بيوتهم وكل ما يملكون، فضلاً عن مزارعهم وحقولهم التي هي مصدر

رزقهم اليومي، وقد نهب الصليبيون المعتدون جميع أموال المسلمين المتروكة حتى

الأواني والأدوات المنزلية، ولم يبقَ لهؤلاء المشردين شيء سوى الملابس التي

على أجسادهم، وبعد أن نهب وسرق النصارى أملاك المسلمين حرقوا بيوتهم

ودمورا قراهم، وقد تعاونوا على القيام بهذه الأعمال الهمجية مع جنود راموس

الصليبيين.

عمليات جهادية لرد عدوان المعتدين:

يقوم مجاهدونا بهجمات مضادة لرد عدوان المعتدين، وقد نفذوا عدة عمليات

جهادية ناجحة والحمد لله خلال الأسبوع الماضي، ونذكر بعضها فيما يلي:

الهجوم على مركز المليشيا النصرانية في قرية اينلابو بمحافظة يوكيدنون في

يوم الثلاثاء ٢٥ جمادى الأولى ١٤١٤ هـ، وأسفر الهجوم عن مقتل عشرين من

رجال المليشيا وإصابة أربعة عشر منهم، وانسحب المجاهدون للفارق الكبير جداً

بين المجاهدين والمعتدين عدة وعتاداً.

وفي اليوم التالي: الأربعاء ٢٦ جمادى الأولى ١٤١٤ هـ «هاجم مجاهدونا

مركز جنود العدو في مديرية دامولوج بنفس المحافظة، وبعد قتال شديد مستمر

استمر ست ساعات تقريباً انسحب المجاهدون تجاه مجموعة من الميليشيات التابعة

للعدو، وقد فتح رجالها النيران بمجرد شعورهم باقتراب المجاهدين، وانسحب

المجاهدون إلى اتجاه آخر دون إطلاق النار فصارت المعركة بين جنود العدو الذين

يطاردون المجاهدين وبين المليشيات الحكومية المذكورة، وترك المجاهدون رجال

العدو يقاتلون بعضهم بعضاً، وقد قتل عدد كبير من الجانبين ولم يدركوا أنهم وقعوا

في خدعة مدبرة إلا بعد أن سقط منهم الضحايا الكثيرون حيث جعل الله

بأسهم بينهم.

وفي مساء نفس اليوم هجم المجاهدون على معسكر العدو في قرية أنجاآن في

نفس المحافظة، وكان جنود العدو يدربون المليشيات النصرانية في هذا المعسكر

لإعداد رجالها في حرب المسلمين، وقد لقي عدد كبير من الجنود والمتدربين

مصرعهم ويقدر عدد المقتلوين بأكثر من ثلاثين والمصابون كثيرون.

وفي الصباح الباكر من اليوم التالي: الخميس ٢٧ جمادى الأولى ١٤١٤هـ

وقعت دورية العدو في كمين نصبه مجاهدونا في قرية بنابونان بنفس المحافظة

(بوكيدنون) وقتل جميع جنود الدورية وهم ٢٨ جنديا واستولى مجاهدونا على جميع

أسلحة المقتولين وأجهزتهم الحربية.

وفي نفس اليوم وقعت سيارة عسكرية للعدو في كمين نصبه مجاهدونا في

الطريق العام على حدود محافظة لاناوا الجنوبية المتاخمة لمحافظة لاناو الشمالية،

وقتل ثلاثة من جنود العدو في السيارة وأصيب ثمانية منهم.

أما في مديرية بانيسيلان التي دمر الصليبيون ستة من قراها الإسلامية

وحرقوها بعد أن سرقوا ونهبوا جميع أموال المسلمين فيها، فكانت المعارك فيها

مستمرة منذ أن ارتكب الصليبيون جرائمهم البشعة وحتى الآن، وقد تمركز جنود

راموس مع المليشيات الصليبية في مركز المديرية وحاصرها مجاهدونا ويقومون

بغارات مستمرة على هؤلاء المجرمين.

وفي بلدية أليوسان المجاورة بدأت المعارك أمس السبت ٢٩ جمادى الأولى

١٤١٤هـ بين مجاهدينا وبين جنود العدو، وتستمر المعركة حتى الآن وجنود العدو

يستخدمون خلال هذه المعارك المدرعات والمصفحات والمدافع الثقيلة كما

يستخدمون الطائرات العمودية (الهليكوبتر) والطائرات الهجومية ضد المسلمين

المدنيين العزل وضد مجاهدينا الذين لا يملكون سوى الأسلحة الخفيفة، ولكن مع

الفارق الكبير جداً في الإمكانيات فإن مجاهدينا يقفون بوجه هؤلاء المعتدين

الظالمين..

وعموما قد اندلع لهيب المعارك في أنحاء بلاد مورو المسلمة، ففي محافظة

باسيلان التي دمر جنود العدو الصليبي عدداً كبيراً من قراها وأحرقواها منذ شهور

وفعلوا فيها مثل ما فعلوا اليوم في مديرية بانيسيلان في تلك المحافظة الجزيرة التي

تضم جزيرة كاملة تستمر المعارك أيضا؛ وفي معاركهم قبل أمس (الجمعة ٢٨

جمادى الأولى ١٤١٤ هـ) قتل سبعة من جنود العدو وأصيب عدد منهم، وكانت هناك معارك في هذه المنطقة لم تذكر في بياناتها السابقة لعدم وصول التقارير الميدانية إلينا إلا في هذه اللحظة، ولا تتسع المجال لذكر تفاصيلها.

ويكفي أن نقول إن مجاهدي جبهة تحرير مورو الإسلامية في جميع أنحاء

بلاد مورو قد عاهدوا الله على أن يمضوا قدماً في جهادهم في سبيل الله، إما أن

يمكن الله المؤمنين ليقيموا دولة الإسلام في أرض مورو وإما أن يستشهدوا فينعموا

بنعيم جنات الخلد إن شاء الله.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله

وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.