البيان الأدبي
أول روايات عربية مستوحاة من الانتفاضة
أبطالها البنا والقسام وعياش
رجب الباسل
[email protected]
في أول تجربة عربية صدرت روايات للشباب بعنوان: «روايات الجيب»
عن انتفاضة الأقصى وأسماء أبطالها مستوحاة من أبطال ورموز الانتفاضة.
فقد صدر روايتان للجيب الأولى بعنوان: «المهمة الأولى» والثانية بعنوان:
«الخدعة» .
تدور فكرة الروايات في إطار قصص الخيال العلمي حيث تجري أحداثها عام
٢١٥٠م. وتتصور الكاتبة أن وجه الأرض قد تغير، وعادت الخلافة الإسلامية
حيث يسعى الخليفة إلى نشر الدعوة الإسلامية إلى الكائنات التي تم اكتشافها في
الكواكب المجاورة وذلك من خلال فريق «رعد» .
* شخصيات الروايات:
ويتكون فريق رعد الذي يتولى تنفيذ المهمة من القائد خالد وأعضاء فريقه:
عبد الله البراء (متخصص بيولوجيا الفضاء) ويحيى القسام (خبير أسلحة فضائية)
وزوجته عائشة البنا (متخصصة في الطب الفضائي) وشقيقته سمية القسام
(خبيرة التقنيات الفائقة) وعز الدين عياش (مفكر وخبير الحضارات واللغات
اللاأرضية) .
كما لا تخلو الروايات من الشخصيات الشريرة، وهي تحمل أسماء يهودية
مثل: حاييم، وجوريون، وموردخاي.
* المؤلفة تتحدث:
تقول هبة زكريا مؤلفة الروايات وهي صحفية بجريدة آفاق عربية الأسبوعية
الإسلامية المصرية حول بداية فكرة كتابة تلك الروايات: بدأت الفكرة عندما كنت
بالفرقة الثالثة بالكلية وبدأت الانتفاضة، وصار كل شباب المسلمين عامة والصحوة
خاصة تنفطر قلوبهم ألماً وعجزاً حتى كنا نبيت ونصحو نفكر: كيف ننصر إخواننا؟
بل رحنا ندرس الخرائط وكتب الكشافة علَّنا نجد وسيلة ندخل بها الأرض المحتلة،
ونفعل ما فعلته دارين، ووفاء، وآيات.
ولكن قيود العجز والقهر كانت أثقل من محاولاتنا، غير أننا لم نيأس،
وحاولنا أن نبتكر الوسائل التي نتحايل بها على هذا الأمر، وبتنا نحلم بالعمليات
التي سنقوم بها كلما وضعنا رؤوسنا على فرشنا، ونحيا هذه العمليات بكل تفاصيلها.
وفي نفس الوقت لاحظنا ظاهرة معينة هي أن معظم الأشبال سواء من أسرة تنتمي
إلى الصفوة أو من أسرة عادية يدمنون قراءة سلسلة روايات مصرية للجيب.
وحول هدفها من تأليف تلك الروايات تقول هبة: بعض الروايات الموجودة
حالياً محترمة إلى حد كبير، وتهدف إلى تربية الشباب على قيم الفروسية من
منظور وطني، وبها حرفية أدبية وحبكة بوليسية عالية أسأل الله أن نصل إليها
يوماً.... لكن!!! إذا أردنا أن نربي أبناءنا فيجب أن نربي بداخلهم مفاهيمنا
الواضحة والمحددة، والتي تحمل الهوية الإسلامية والفكرية التي ننتمي إليها، وليس
على قيم مطاطة تختلف باختلاف الزمان والمكان مثل الوطنية والاحترام.
حلم تئن بحمله صدورنا، ويكاد يمزق القلوب في محبسه خلف قضبان
الضلوع؛ وأبناء يتأثرون جداً بوسيلة معينة.. ونأمل أن يخرج منهم القسام أو البنا
أو صلاح الدين أو أسماء أو أم عمار وأم سُليم؛ والحق أننا وجدنا فكرة الروايات
ساحة للجهاد الذي نهيم به شوقاً، فرحنا نرسم نحن معاركها ونصورها بمفرداتنا
ومفاهيمنا، ومعها نحاول أن نرسم عقول أبنائنا لعلهم يوماً ينقلونها من أرض الخيال
إلى أرض الواقع.
وبدأت كتابة الروايات وترجمة الأحلام إلى كلام مكتوب، ثم عرضناه على
إحدى دور النشر الإسلامية والتي أجازته وتبنت نشر السلسلة وتوزيعها؛ وبفضل
الله نشر عددان من سلسلة الخيال العلمي (رعد) في معرض الكتاب هما (المهمة
الأولى) و (الخدعة) .
وهناك سلسلة جديدة في المطبعة بعنوان: (الشقائق..) أبطالها ثلاث فتيات
مسلمات ملتزمات، وتجري أحداثها في فترة الانتفاضة الحالية، وكل مغامرات
السلسلة إن شاء الله تجري في الأرض المحتلة في وقتنا الحاضر، وإن شاء الله مع
بداية إجازة الصيف يصدر منها ثلاثة أعداد: (المختبر الرهيب) ، (الثمن) ،
(معبد الشيطان) .
وهناك عدد من السلاسل الأخرى في الطريق بإذن الله.
وحول دلالات الأسماء التي اختارتها هبة كالقسام والبنا وعياش تقول:
«اختيار أسماء الشخصيات بالطبع به إسقاط على شخصيات معاصرة نحب أن
ننميها كقدوة في عقول أبنائنا مثل أن يكون الأبطال أحفاداً للبنا أو القسام أو يحيى
عياش أو على الأقل أسماء تشابه أسماء الأبطال المجاهدين من صحابة النبي
صلى الله عليه وسلم كالبراء بن مالك؛ ولذا نجد أسماء أبطال (رعد) هي
» يحيى وسمية القسام، وعبد الله البراء، وعائشة البنا، وعز الدين عياش «.
وهناك أيضاً إسقاط على الجانب الآخر مثل أن تحمل الشخصيات الشريرة
أسماء يهودية حتى لو كانت في كواكب أخرى مثل» يهوديس «؛ وبالنسبة
للشقائق تحمل الأسماء أيضاً الكثير من المعاني مثل» ثائرة فخر الدين، هاجر
زياد «وهناك سارة جاك باتريك التي يحمل اسمها لغزاً يكون عند حله بمثابة
مفتاح لتعريف الأشبال بقضية معاصرة في العالم الإسلامي.
ومن الملاحظ أن الكاتبة بذلت جهداً للاستفادة من كل الوسائل لإعطاء خبرة
تراكمية وإطار مرجعي لأبنائنا من خلال هذه الروايات لتنشئتهم النشأة التي نتمنى.