المجاهدون الأفغان
إرادة فولاذية استعداداً للمعركة النهائية
في قرى إقليم لوغار الواقع إلى الجنوب قليلاً من كابل، يبدو أن كل الأسباب
تدل على أن نتيجة الحرب أصبحت لمصلحة المجاهدين الأفغان وأنصارهم من
المدنيين؛ فقد طوق المجاهدون الأفغان العاصمة الإقليمية هناك، وبات شريط من
المباني الآيلة للسقوط طوله نصف ميل هو آخر معاقل الحكومة في هذا الإقليم.
كما سيطر المجاهدون على الطريق المؤدية إلى الشمال باتجاه العاصمة،
وقطعوا خطوط الإمداد الحكومية الحيوية إلى ثلاثة أقاليم.
وفي كل يوم، تصل الحافلات المحمّلة بالمدنيين من كابل، ويتحدث هؤلاء
عن تعمق الصراعات بين صفوف الحزب الشيوعي الحاكم، وكذلك عن احتمال
سقوط النظام المدعوم من قبل موسكو - وهو ما يراه معظمهم أمراً يتعذر الحيلولة
دونه - عند اكتمال انسحاب القوات السوفييتية.
وكانت القوات السوفييتية قد أوقفت انسحابها يوم ٤/١١/١٩٨٨م في أعقاب
تزايد هجمات المجاهدين، وكان النائب الأول لوزير الخارجية السوفييتي قد صرح
بأن هجمات المجاهدين على الوحدات السوفييتية -منذ بدء الانسحاب السوفييتي- قد
بلغت (٥٥٠) هجمة، وأن تلك الهجمات قد شملت (٨٨) هجوماً بالصواريخ
و (٤٤٠) هجوماً آخر على نقاط حراسة عسكرية سوفييتية، وتمخضت عن سقوط
(٧٥٠) قتيلاً في العاصمة وحدها.
ومن ناحية أخرى فقد حذر النظام الحاكم في كابل من أنه سيقوم باستخدام
صواريخ سكود السوفييتية البعيدة المدى والتي زُود بها حديثاً من قبل موسكو، ضد
قواعد المجاهدين في محاولة منه للحد من تزايد قصفهم.
الأوبزرفر ٣٠ / ١٠ /١٩٨٨ م، التايمز ٥ / ١١ /١٩٨٨م