[ماتت غدير]
عبد الحميد سالم الجهني
«غدير مخيمر، طفلة فلسطينية اخترقت صدرَها رصاصةٌ وهي على كرسي الدراسة
.. بقيت يوماً في المستشفى ثم.. ثم.. ماتت غدير.. ماتت غدير»
ماتت غديرْ
ماتت غديرْ
وتناثرتْ أشلاؤها
وترددت أصداؤها: أين النصيرْ؟
وترنَّحت من ذلك الكرسي فاهتزَّ الحضورْ
كانت غديرُ حمامةً
بيضاءَ تختصر العصورْ
كانت غدير رسالةً
للحب كالنبع الغزيرْ
كانت هنالك روْضةً
للدرس.. تحلم بالحياهْ
كانت تود لو أنها أنشودةٌ
لتسير.. في الوطن الكبيرْ
وتقول: إني هاهنا.. لا زلت أحلم بالحياةِ
وبالسرورْ
لا زلت أحلم باللقا.. لا زلت أحلم بالكثيرْ
وأن تطوِّق فرحتي.. الأمل الكسيرْ
وأعود للعش الصغيرِ ... وللحصيرْ
ألقى أبي تحت الشُجيرة واقفاً
ليقول لي: أهلاً وسهلاً يا غديرْ
ماذا أخذتِ اليوم من درسٍ فإنَّ العلم نورْ
أماه! جئتُ إليكما
ولقد حملتُ لكم معاً درسي الأخيرْ
هذي رصاصة فاجرٍ
قد جاورتْ حُزني ومزقت الستورْ
أماه! لا تخشَيْ فقد غَطَّتْ دمائي ذلك الجسد الأسيرْ
أماه! هذا الدرس ليس لكم فقط
يا مسلمون! أنا هنا.. هل تعلمون بقصتي؟
يا ويحكم.. حتى متى تستنكرون وتشجبون.. تنددون؟
فليهنأِ المتآمرون!
فليهنأِ المتآمرون!