للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأبحني ساعةً من عُمُري … أملأ الدَّار شكاةً وغراما

أصف الأشواق في (١) تلك الرُّبا … وأعاطي التُّرْب رَشْفًا والتثاما

يا ولاة الغَدْر ما دينُكُمُ … أحرامٌ فيه أنْ تقضوا الذِّماما

أنا مِنْ أَسْرِ الهوى في رِبْقةٍ … حكمتْ للحرِّ فيها أن يُساما

وطني حيثُ أناخَتْ عِيسُكُمْ … ومقامي حيثما اخترتم مقاما

ثمَّ قال لي: وازنها، فقلت: [من الرمل]

خَطَرَتْ تحملُ من سَلْمى سلاما … فانثنى يشكُرُ إنعام النُّعامى

مُغْرمٌ هاجت جواه نَسْمَةٌ … يا لها من نسمةٍ هاجتْ غراما

نفحةٌ أذكت بقلبي لفحةً … كلَّما هَبَّت له زادت ضِراما

يا لأوطاري فقد أَنْشرها … نشرها من بعد ما كانت رِماما

ذكَّرت ريحُ الصَّبا روحي الصِّبا … وزمانًا كنتُ بل كان غلاما

ونديمًا ليَ لم أندمْ به … يا رعاه الله من بين النَّدامى

قال ما أطيبَ أيام الصِّبا … قلتُ ما أطيَبَه لو كان داما

أنْجِداني فبنجْدٍ أَرَبي … حينَ غيري شامَ بالغَوْرِ الشآما

وانشُرا عنديَ أخبار الحِمى … فبأخبار الحِمَى قلبيَ هاما

ناظري من دمعتي في شُغُلٍ … فانظُرا عنيَ هاتِيكَ الخِياما

عَلِّلاني بأحاديثهم … فأحاديثُهمُ تَشْفي الأُواما

هذه أطلالهم تشكو الظَّما … فدعا الأَدْمُعَ تنهلُّ انسجاما

وقفا نَسْتَسْقِ جَدْوى ظَفَرٍ … فهو من بخَّلَ بالجود الغَماما

من أبيات.

وقد وازنها جماعةٌ، ولم يبلغ أحدٌ شأو مهيار في قوله: [من الرمل]

حَمِّلوا ريح الصَّبا نَشْرَكُمُ … قبل أن تحمل شيحًا وثماما

وابعثوا أشباحكم لي في الكرى … [إن أذنتم لجفوني أن تناما] (٢)


(١) في (ح): إلى، والمثبت من "الخريدة": ٢/ ١١٠.
(٢) ما بين حاصرتين من "خريدة القصر" قسم شعراء العراق: ٢/ ١١٧.