للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وانحاز إليه جماعةٌ من بني الأصْبَغ، وتسمَّوا بالفاطميين، ودانوا بدينه، فقَصَدوا الرُّصافة التي غربي الفرات وبها شبل الدَّيلمي (١) مولى المعتضد فقتلوه، وأحرقوا مسجد الرُّصافة، واعترضوا كلَّ قرية اجتازوا بها من أعمال الشام، وهزم كلّ عسكر لقيه من دمشق، حتَّى قُتل في السَّنة الآتية.

وفيها كانت وقعة بين محمَّد بن هارون وأصحاب إسماعيل بن أحمد على باب الرَّي، وكان محمَّد في ثمانية آلاف، فكانت الدَّبْرة عليه، فانهزم إلى الدَّيلم في ألف رجل، واستجار بهم، ودخل أصحاب إسماعيل إلى الرَّيِّ.

وصلَّى المكتفي بالنَّاس يوم عيد النَّحر بالمصلَّى، وكان بين يديه ألوية الملك، وترجَّل الملوك والأمراء والنَّاس، فلمَّا انصرف من المصلَّى وبلغ الحَلْبة والوزير القاسم بين يديه راكب دون النَّاس يسايره ويحادثه، ولم يُر خليفة يسايره وزيرُه ولا غيره في مثل هذا اليوم غير المكتفي.

وحجَّ بالنَّاس الفضل بن عبد الملك بن عبد الله بن عبيد الله بن العبَّاس بن محمَّد بن علي بن عبد الله بن عبّاس.

[فصل] وفيها توفي

المُعتَضِد

واسمه أحمد بن طلحة بن جعفر المتوكِّل بن المُعْتَصم بن الرشيد، وكنيتُه أبو العبَّاس، [وقد ذكرنا أنَّه] ولد في سنة اثنتين، أو ثلاث وأربعين ومئتين، [وقد ذكرنا وقائعه مع صاحب الزَّنج وشهامته وشجاعته وخلافته.

ذكر طرف من أخباره:

قد ذكرنا وقعة الطَّواحين، وذكره الحافظ ابن عساكر في "تاريخه" وقال:] قدم دمشق لمحاربة خُمارَويه [بن أحمد بن طولون]، جهَّزه أبوه الموفَّق، فدخل من باب الفَراديس إلى الجامع، فأعجبه، وقال: مالي الدنيا [جامع] مثل هذا، ثمَّ سار إلى الرَّملة فواقع خمارويه، [وكان مع خمارويه خمسون ألفًا من المغاربة والبربر وغيرهم،


(١) في تاريخ الطبري ١٠/ ٩٥: سبك الديلمي.