للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة التاسعة والثمانون]

[قال الواقدي":] وفيها افتتح العباس بن الوليد و [بن عبد الملك] سورية وعَمورية وهِرَقلَة وغيرها، ووصل مسلمة إلى أَذْرَبيجان، وبلغ قلعة باب الأبواب، وفتح حصونًا كثيرة.

وفيها غزا قتيبة بن مسلم بُخارى وما وراء النهر، وفتح راميثنة، والتقى بوَردان خُداه ملك بخارى، واقتتلوا على مكان يقال له: خَرْقَان، وقال نهار بن تَوْسِعة: [من الطويل]

وباتت لهم (١) منا بخَرْقان ليلة … وليلتُنا كانت بخَرقانَ أَطوَلا

ورجع قتيبة إلى مَرو.

[وقال الواقدي:] وفيها ولّى الوليد خالد بن عبد الله القَسرِيّ مكة، فلما قدمها خطب فقال: أيها الناس، أيُّما أعظم: خليفةُ الرجل على أهله، أم رسولُه إليهم؟ وإن إبراهيم خليل الرحمن استسقى، فسقاه الله مِلْحًا أُجاجًا، واستسقى الخليفة اللهَ فسقاه عَذْبًا فُراتًا -أشار إلى بئرٍ حفرها الوليد بين ثَنتة طُوى وثَنيَّة الحَجُون، فكان يُنقل ماؤها فيوضع في حَوضٍ من أَدَم إلى جنب زَمْزم، ليُعرف فَضْلُه على زمزم، ثم غارت البئر، وذهب ماؤها فلم يوقف له على خبر.

وقيل: لما قال خالد ذلك القول أصبح الناس وقد عُدمت البئر؛ فلا يُدرى أين كانت.

وقيل. إنما كانت ولاية خالد مكة سنة إحدى وتسعين (٢).

وحج بالناس عمر بن عبد العزيز بالاتفاق.


(١) في النسخ غير (ص) فليس فيها الخبر: ينالهم، والمثبت من الطبري ٦/ ٤٣٩.
(٢) وإلى ذلك ذهب ابن الجوزي في "المنتظم" ٦/ ٢٩٩، وتابع المصنف الطبري في ذكره هنا، انظر تاريخه ٦/ ٤٤٠.