للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسند شُريح الحديث عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ ، وزيدِ بن ثابت.

وقيل: لم يُسند عن أبي بكر ، وأسند عن عُروة بن أبي الجَعْد البارقيّ.

وروى عنه النَّخَعي والشعبي، وكان ثقةً كثير الحديث، وروى عنه محمد بنُ سِيرِين، وقيس بن أبي حازم، وغيرهم.

وقدم دمشق في أيَّام معاوية، وحاكم رجلًا عند قاضيها [وقد ذكرناه].

وكان سبب سفره عن المدينة أن أمَّه تزوجت بعد أبيه، فاستحيى من الناس، فخرج.

صِلَةُ بنُ أشيم العدويّ

من بني عديّ بن عبد مناة، أبو الصهباء، من الطبقة الأولى من التابعين من أهل البصرة، كان له فضل وورع، وكان ثقةً.

وقد ذكره النبيُّ ؛ قال ابن سعد (١): حدثنا عتَّاب بنُ زياد، عن عبد الله بن المبارك، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أنه بلغه أن النبي قال: "يكون في أمتي رجل يقال له: صِلَة، يدخل بشفاعته الجنةَ كذا وكذا".

وقالت مُعاذةُ العدويَّة زوجة صِلَة: كان أبو الصَّهباء يصلِّي حتى ما يأتي فراشَه إلا زَحْفًا (٢).

وجاءه رجل وهو يَطْعَم، فأخبره بموت أخيه، فقال: تعال فكُلْ، فقد نُعيَ لنا قُدْمًا (٣). فقال: واللهِ ما سبَقَني إليك أحد، فمن نعاه؟ قال: الذي يقول: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: ٣٠] (٤).

وقال ثابت البُناني (٥): كان صلة يخرج إلى الجبَّانة، فيتعبَّد فيها، وكان يمر على الصبيان وهم يلعبون، فيقول لهم: أخبروني عن قوم أرادوا سَفَرًا، فحادوا بالنهار عن الطريق، وناموا


(١) في "الطبقات" ٩/ ١٣٤. ونُسب الكلام قبله في (ص) و (م) إليه.
(٢) طبقات ابن سعد ٩/ ١٣٦، ونُسب الخبر في (ص) و (م) إليه والخبر قبله ضعيف لإرساله.
(٣) في (ص) و (م): قبلك.
(٤) طبقات ابن سعد ٩/ ١٣٧، وحلية الأولياء ٢/ ٢٣٨ - ٢٣٩.
(٥) في (ص) و (م): وروى عبد الله بن الإمام أحمد بإسناده عن ثابت البُناني قال …