للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن أحمد (١)

ابن محمود بن أبي موسى عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب، أبو علي، الهاشمي، القاضي، أحدُ أعيانِ الحنابلة وفقهائهم والمصنفين في مذهب الإمام أحمد ، وُلدَ في ذي القَعدة سنة خمس وأربعين وثلاث مئة، ومات في ربيع الآخر، ودُفِنَ عند الإمام رحمة الله عليه، وكان ثقةً صدوقًا. قال: أضقتُ إضاقةً شديدةً، فدخل علي رجلٌ فأنشدني: [من الخفيف]

ليس من شِدَّةٍ تصيبُكَ إلَّا … سوفَ تمضي وسوفَ تُكشَفُ كَشْفا

لا يضِقْ ذَرْعُكَ الرحيبُ فإنَّ الـ … ـنَّارَ يعلو لهيبُها ثم تطفا

[وفيها تُوفِّي]

مِهْيار بن مَرْزويه

أبو الحسن، الفارسي، الكاتب، الشاعر، المشهور.

[ذكره الخطيب (٢) فقال]: كان شاعرًا جَزْلَ القول، مُقدَّمًا على أهل وقته [وكنت أراه بجامع المنصور في الجمع يقرأ عليه ديوان شعره، فلم يقدِرْ أن يسمع منه شيئًا. قال]: وتوفي ليلة الأحد لخمسٍ خَلَوْنَ من جمادى الآخرة، ودُفِنَ بمقابر قريش. وقيل: بالشُّونيزية.

قال أبو القاسم بن برهان النحوي: كان مجوسيًّا، أسلم في سنة أربع وتسعين وثلاث مئة، فقلت له: يا أبا الحسن، انتقلتَ من زاويةٍ إلى زاويةٍ في جهنم. قال: وكيف؟ قلتُ: لأنك كنتَ مجوسيًّا، ثم صِرْتَ تتعرَّض لأصحاب رسول الله ، والمجوسيُّ والرافضيُّ في النار. فقال: ما أنا رافضيٌّ، ولكني أُحِبُّ أهل البيت عليهم


(١) ما بين حاصرتين زيادة يقتضيها السياق، والترجمة في تاريخ بغداد ١/ ٣٥٤، والمنتظم ١٥/ ٢٥٩، وطبقات الحنابلة ٢/ ١٨٥.
(٢) تاريخ بغداد ١٣/ ٢٧٦، والمنتظم ١٥/ ٢٦٠ - ٢٦١. وينظر السير ١٧/ ٤٧٢.