للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طُغْتِكِين في شهر رمضان فقتله، وحُمِلَ إلى مقابر الباب الصَّغير فدفن بها، واستولى شهابُ الدِّين محمود على أمواله، وذهبت رياسة بني الصُّوفي.

سمع نصر بن إبراهيم المقدسي، وغيره، وروى عنه ابنُ عساكر وغيره.

هبة الله بن أحمد بن عمر، أبو القاسم الحريري (١)

ولد يوم الخميس يوم عاشوراء سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مئة ببغداد، وقرأ القرآن بالرِّوايات وأقرأ، وسمع الحديث الكثير.

وتوفي يوم الخميس ثاني جُمادى الأُولى عن ستٍّ وتسعين سنة وشهور مُمَتَّعًا بسَمعه وبَصَره وجوارحه، وصلَّى عليه عبدُ الوهَّاب الأَنْماطي، ودُفِنَ بالشُّونيزية في تُرْبة الأَنْماطي.

وكان صحيحَ السَّماع، صالحًا دَيِّنًا، ثَبْتًا، كثيرَ تلاوة القرآن والذِّكْر، وهو آخر من حَدَّث عن ابن زَوْج الحُرَّة أبي الحسن، [فحدث عن أبي الحسن هذا أبو بكر الخطيب وأبو القاسم هذا] (٢)، وبين وفاتيهما ثمانٍ وستون سنة.

[السنة الثانية والثلاثون وخمس مئة]

فيها بَعَثَ السُّلْطان مسعود من همَذَان إلى بغداد كأسًا مختومًا إلى البقش السِّلاحي ليشربه، فأقام الكأسُ مختومًا خمسة أشهر لم يشربه، ثم جَمَعَ المغاني، وأوقد الشُّموع والقناديل والسُّرُج في جميع محالِّ بغداد [ليلًا] (٣) ثلاثة أيام، وظهرت المعازف والمنكرات [والفضائح] (٢) حتى شربه، فلم يضرَّه. فلما دخل السُّلْطانُ بغداد قبضَ عليه، وكان نائبه بالعراق، وولَّى بغداد بِهْروز الخادم.

وفيها قَدِمَ أهلُ حلب وبزاعة؛ الرِّجالُ والنِّساء والصِّبْيان، فكسروا المنابر، ومنعوا النَّاس من الصَّلاة في الجوامع بسبب ما جرى عليهم ببزاعة من الرُّوم.


(١) له ترجمة في "المنتظم": ١٠/ ٧١، و"مشيخة ابن الجوزي": ٦٨ - ٦٩، و"الكامل" لابن الأثير: ١١/ ٥٤، و"معرفة القراء" للذهبي: ٢/ ٩٣٨ - ٩٣٩، و"الوافي بالوفيات": ٢٧/ ٢٢٦، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٥٩٤ - ٥٩٣، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٢) في العبارة سقط أثبتناه ما بين حاصرتين من "المنتظم": ١٠/ ٧١، وانظر "مشيخة ابن الجوزي": ٧٠، و"الكامل": ١١/ ٥٤.
(٣) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).