قِوامُ الدولة بن بهاء الدولة [أخو أبي كاليجار]، توفِّي في نصف ذي القَعدة، وقد سار قاصدًا فارسَ عازمًا على نقض الصُّلح بينه وبين أخيه أبي كاليجار، وعَمِلَ على كبس فارس، وبلغَ الأجلَّ العادلَ أبا منصور، فاستعدَّ له، فجاءه الخبرُ بوفاتِه وإقامةِ الخطبةِ لأخيه أبي كاليجار، وأنَّهم احتاطوا على ما في قلعة كرمان من الخزائن والأموال وغيرها، وكان أبو الفوارس كثيرَ الإقدامِ والهجمِ، شديدَ البطشِ والفتكِ، وإذا سكر هجم على حاشيته بالقبيح ووزرائه وحُجَّابه ومُدبِّري دولَتِه وأوقَعَ بهم، وربما ضرب أحدَهم مئتي مِقْرَعة، فإذا فرغ منه حلَّفه بالطلاق والمصحف أنَّه لا يُشعِرُ أحدًا بذلك، ولا يتأوَّه، ولا يتأخَّر في غدٍ عن الخدمة، وربما جرح وقطَّع الأيدي، وكان إذا بلغه أنَّ امرأة جميلةً عند بعض الحاشية أحضرها في مجلسِه ومدَّ يدَه إليها، وبدا منه ما لا يليق، ووُلدَ له ولدٌ في آخر عمره، فاجتمع بعض خواصِّه إلى طبيبين نصرانيين كانا له يقال لأحدهما: العُدَّة، والآخر: العُمدة، وقالوا: قد عرفْتُما صورتَنا مع هذا الملك وقُبْحِ أفعاله وما يبدو منه، ونحن خائفون منه، وضرره عامٌّ لنا ولكم، وقد حصل له هذا الولد، والرأيُ أن ندفعَ شرَّه عنَّا وعنكما، ونُقيمَ الولدَ مَقامَه ونستريحَ منه. فقالا: نعم. وأشار [الطبيبان] عليه بشُربِ دواءٍ مسهل، وعَمِلا فيه ما يُزمِنُه منه، فشربه فكانت فيه منيَّتُه، وأراح اللهُ الناسَ منه، وحُمِلَ تابوتُه إلى شيراز، فدُفِنَ في تربة عماد الدولة علي بن بُوَيه، وحُمِلَ ولدُه إلى الأهواز صغيرًا، فيقال: إنَّه وُضِعَ على وجهه مَخَدَّة فمات، ومات أحدُ الطبيبين، وانهزم الآخر.
[وفيها تُوفِّي]
قُسطنطين (١)
أخو بَسيل ملك الروم، مات وانتقل الملك إلى بنتٍ له وزوج لها -هو ابنُ خالها- ويُسمَّى أرمانوس، ولم يكن من بيت الملك، وجُعلت [له] ولاية العهد في أرمانوس، ولبس الخُفَّ الأحمر، وتسمَّى بقيصر، وبرزَ هو وزوجتُه الملِكة في تاجين.