للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عُديس: أَنشُدك اللهَ في دمي؛ فإني من أصحاب رسول الله الذين بايعوه تحت الشجرة، فطعنه فقتله.

وليس في الصحابة مَن اسمه عبد الرحمن بن عُدَيس غيره، وله صُحبة ورواية (١).

وفيها توفي

قُدامة بن مَظْعون

ابن حبيب بن وهب الجُمحي، أخو عثمان بن مَظْعون، وكنيته أبو عمرو، وهو من الطبقة الأولى من المهاجرين، وأمه غَزيَّة بنت الحُوَيرث، جمحيّة، وغزية بغين معجمة.

وقال البلاذري: هاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة بالاتفاق. وفي الثانية (٢) خلاف، والأول أصحّ، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله ، وكان لا يغيِّر شيبَه.

وقال ابن سعد: توفي في سنة ستٍّ وثلاثين وهو ابن ثمان وستين، وقيل: ابن ثمانين سنة.

وكان له من الولد عمر وفاطمة؛ وأمهما هند بنت الوليد بن عُتبة بن ربيعة، وعائشة وأمُّها فاطمة بنت [أبي] سفيان بن الحارث الخزاعي، ورَمْلة وأمُّها صفية بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب (٣).

وذكره الموفق فقال: ولّاه عمر بن الخطاب البحرين، ثم عزله بسبب شرب الخمر، وتأوَّل قولَه تعالى: ﴿لَيسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا﴾ [المائدة: ٩٣]، لم يحدَّ من أهل بدر أحدًا في شرب الخمر إلا قُدامة، وغاضب قدامة عمر وهجاه (٤)، وحجّا معًا، فلما قَفَلا من حجِّهما نزل عمر


(١) انظر في ترجمته طبقات ابن سعد ٩/ ٥١٤، والاستيعاب (١٥٥٨)، وتاريخ دمشق ٤١/ ١٠٣، والإصابة ٢/ ٤١١.
(٢) كذا، وهو خطأ، صوابه: الأولى، فقد اتفق مترجموه على هجرته الثانية كما ذكر السبط، انظر طبقات ابن سعد ٣/ ٣٧١، وأنساب الأشراف ٩/ ٢٥، والاستيعاب (٢١٥٣)، والمنتظم ٥/ ١١٥، والتبيين ٤٤٦، والسير ١/ ١٦١، والإصابة ٣/ ٢٢٨.
(٣) طبقات ابن سعد ٣/ ٣٧١ - ٣٧٢ وما بين معكوفين منه.
(٤) في التبيين ٤٤٦: وهجره، وهو الأشبه.