وفي ليلة يوم الاثنين لتسعٍ بقين من ذي القعدة طلع كوكبُ الذُّؤابة من ناحية المشرق، وذؤابته مقدار رُمحين، ولم يزل يطلع إلى عشر بقين من ذي الحجة.
وفي سَلْخ ذي القعدة صُرف أبو الحسن محمد بن صالح عن قضاء القُضاة، وتقلَّده أبو محمد عُبيد الله بن مَعروف، وخُلع عليه من دار الخلافة، وركب ابن بقية إلى داره.
وفيها في ذي الحجة قُبض على أبي إسحاق إبراهيم بن هلال الصَّابئ بعد أن أُعطي الأمان، وظهر من الاستتار، وطالت مُدَّتُه في النَّكْبَة والحبس، ثم أُفرج عنه، ولولا عز الدولة لتَلفَ، وسبب نكبته الكتاب الذي كتبه للطائع، وقد ذكرناه.
وفيها خُلع على الشريف أبي أحمد الحسين بن موسى الموسَوي، وقُلِّد نقابةَ الطالبيين.
وفي آخر ذي الحجة دخل عضد الدولة إلى داره بشيراز.
ولم يحج بالناس أحدٌ من العراق من قِبَل السلطان، وخرج جماعةٌ من أهل خُراسان فلَقُوا شدَّةً ورجعوا، وحجَّ أهل مصر، وأقيمت الخطبة للمعزّ متولّي مصر وحده (١).
[فصل:] وفيها توفي
سُبُكْتكين
حاجبُ معزِّ الدولة ومولاه.
[وقد ذكرنا أخباره، وعصيانه على عز الدولة، وأن الطائع طوَّقه وسَوَّره، ولقَّبه نصر الدولة.
وكان قد] ركب يومًا، فوقع من على الفرس، فانكسر ضِلعُه، فاستدعى المُجَبِّر فردَّ ضلعَه على ما كان عليه، [وأدخلوه الحمَّام فأعطى المجبِّرَ] ألفَ دينار وخِلعةً وفرسًا.
وكانت داره بالمُخَرَّم ولم يكن بالعراق مثلُها، يقال: إنه غَرِم علي بنائها خمسة آلاف ألف درهم، وكانت عند الزَّاهر، وقد دَثَرت فلا عينٌ ولا أثر.
(١) من قوله: وفيها سار عضد الدولة من فارس … إلى هنا ليس في (ف م م ١).