للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باتا بأنعم ليلةٍ حتَّى بَدَا … صُبْحٌ (١) تلوَّحَ كالأغرِّ الأشقرِ

فتلازمَا عند الفراقِ صَبَابةً … أَخْذَ الغريمِ بفضلِ ثوبِ المُعْسِرِ

فخرج من مكة إلى المدينة، وحلفَ بالطلاق أنَّه لا يتكلَّم من مكة إلى المدينة إلا بهذين البيتين، فلَقِيَه عبدُ الله بنُ حسن بن حسن، فسلَّم عليه، فقال أبو السائب:

فتلازما عند الفراقِ صَبابةً … فظنَّ عبد الله أنَّه قد خُولط، وجعلَ ينظرُ إليه وهو يُنشد البيتين، ثم لقيَه محمد بنُ عمران الطلحي (٢) قاضي المدينة، فسلَّم عليه، فأنشده: فتلازما عند الفراق … فأمر القاضي غلامَه فقيَّد أبا السائب بقيدِ بغلتِه، وحملَه إلى المدينة مقيَّدًا.

وحجَّ بالناس في هذه السنة (٣) خالد بنُ عبد الملك بن الحارث بن الحكم وهو على المدينة.

وقيل: حجَّ محمد بن هشام المخزومي أميرُ مكة.

وفيها توفي

عُلَيّ (٤) بنُ رَباح

أبو موسى اللَّخْمي، المصريّ، من الطبقة الثانية، وقيل: من الأولى.

روى عن عمرو بن العاص، وغيره، وكان ثقة.

ووُلد عام اليرموك، وذهبت إحدى عينيه في غزاة الصَّواري في البحر.

وأغزاه عبدُ العزيز بنُ مروان إفريقية، فأقام بها حتَّى توفّي سنة أربع عشرة ومئة (٥) وقيل: سنة سبع عشرة (٦).


(١) في (ب) و (خ) (والكلام منهما): الصُّبْح. والمثبت من "الأغاني" ١/ ٣٩٧ والخبر فيه من طريق آخر.
(٢) في المصدر السابق: التيمي.
(٣) يعني سنة (١١٤). وينظر "تاريخ" الطبري ٧/ ٩٠ - ٩١.
(٤) أهل مصر يقولون: عَليّ (بالفتح)، وأهل العراق يقولون: عُلَيّ. ينظر "طبقات" ابن سعد ٩/ ٥١٨، و"تاريخ دمشق" ٤٩/ ١٩٩ (طبعة مجمع دمشق).
(٥) تاريخ دمشق ٤٩/ ٢٠٠ (طبعة مجمع دمشق).
(٦) المصدر السابق ٤٩/ ٢٠٤ - ٢٠٥.