للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد بنُ عيسى بن الشَّيخ

صاحب آمِد وديار بكر، ولَّاه إيَّاها المعتز، فلما قُتل استولى عليها، ومات في هذه السنة، فوليها ولدُه محمَّد، فسار إليها المعتضد فأخذها بعد ذلك، لما يذكر (١).

[فصل وفيها توفِّي]

النَّاقد

واسمه زكريا بن يحيى بن عبد الملك بن مروان بن عبد الله، أبو يحيى، البغداديّ (٢)، الزاهد، العابد.

قال [الخطيب وإسناده عن] محمَّد بن جعفر [بن سالم:] لو قيل لأبي يحيى: إنَّك تموت غدًا؛ لما ازداد في عمله.

وقال الخطيب بإسناده: حدثنا أبو زُرعة الطبريُّ، قال: حدثنا أبو يحيى قال: اشتريتُ (٣) من الله حوراء بأربعة آلاف ختمة، فلمَّا كان آخر ختمة سمعت خِطابَ الحوراء من الهواء وهي تقول: وفيتَ بعهدك، فها أنا لك، وأنا التي اشتريتَني، فيقال: إنَّه مات عقيبَ فراغه من الختمة الأخيرة بقريب.

وكان الإِمام أحمدُ رحمة الله عليه يُثني عليه، ويقول: النَّاقد رجلٌ صالح. ونعْم الرجل.

وكانت وفاته ليلة الجمعة لثمانٍ بقين من ربيع الآخر، ودُفن ببغداد.

أسند عن خلقٍ كثير، منهم الإِمام أحمد بن حنبل وغيرهُ، وروى عنه أبو بكر الخلَّال وغيرُه، واتفقوا عليه، وهو أحد العُبّاد المجتهدين، والأثبات المحدِّثين.

وقال الدَّارقطني: الناقد الثِّقة الفاضل (٤).


(١) الكامل ٧/ ٤٩١، وتاريخ الإسلام ٦/ ٦٨٨.
(٢) في (خ): ابن مروان بن محمَّد الدربندي البغدادي. والمثبت من (ف) و (م ١)، وهو الموافق لما في تاريخ بغداد ٩/ ٤٧٧، وانظر المنتظم ١٢/ ٣٨٦، وتاريخ الإسلام ٦/ ٧٥٢.
(٣) في (خ): وقال أبو زكريا: اشتريت، والمثبت من (ف) و (م ١).
(٤) سؤالات الحاكم ص ١١٧.