للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها تُوفِّي

اسبَهْدُوست بن محمد بن الحسن (١)

أبو منصور، الديلمي، الشاعر، كان يهجو الصحابة ﵃ والناسَ، ثم تاب وحسُنت توبتُه، فقال: [من الكامل]

لاحَ الهُدى فجلا عن الأبصارِ … كالليلِ يجلوهُ ضياءُ نهارِ

ورأَتْ سبيلَ الرُّشدِ عيني بعدما … غطَّى عليها الجهلُ بالأستارِ

لا بدَّ فاعلَمْ للفتى من توبةٍ … قبل الرحيلِ إلى ديارِ بوارِ

يمحو بها ما قَدْ مضى من ذنبهِ … وينالُ عفوَ إلههِ الغفَّارِ

وعلمتُ أنهمُ هُداةٌ قادةٌ … وأئمةٌ مثلُ النجوم دراري

وعدلتُ عما كُنْتُ معتقدًا له … في الصَّحبِ صحبِ نبيِّكَ المختارِ

السيِّدِ الصدِّيقِ والعدلِ الرِّضا … عمرٍ وعثمانٍ شهيدِ الدارِ

وعليٍّ الطُّهرِ المُفضَّلِ بعدَهُمْ … سيفِ الإلهِ وقاتلِ الفُجَّارِ

صحْبُ النبيِّ الغُرُّ بل خلفاؤه … فينا بأمرِ الواحدِ القهَّارِ

رحماءُ بينهُمُ فتلكَ صفاتُهمْ … ورَدَتْ أشِدَّاءٌ على الكفَّارِ

وتَراهُمُ من راكعينَ وسُجَّدٍ … يستغفرونَ اللهَ بالأسحارِ

أيقنتُ حقًّا أنَّ من والاهمُ … سيفوزُ بالحسنى بدارِ قَرارِ

فعَدلْتُ نحوَهمُ مقرًّا بالولا … ومخالفًا للعُصبةِ الأشرارِ

مترجِّيًا عفوَ الإله ومحوَهُ … ما قدَّمتهُ يدي من الأوزارِ

وإذا سألتَ عن اعتقادي قلتُ ما … كانَتْ عليهِ مذاهبُ الأبرارِ

وأقولُ خيرُ الناسِ بعدَ محمدٍ … صِدِّيقُهُ وأنيسُهُ في الغارِ

ثمَّ الثلاثة بعده خيرُ الورى … أكرِمْ بهمْ من سادةٍ أطهارِ

هذا اعتقادي والذي أرجو بهِ … فوزي وعتقي من عذابِ النارِ

وكانت وفاته في ربيع، ودُفن بباب أبرز.


(١) المنتظم ١٦/ ١٨٤ - ١٨٥.