للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعث ناصر الدولة إلى أخيه سيف الدولة بحلب يَستَمِدُّه على الأتراك، وبعث إلى معزِّ الدولة أيضًا، فأمدُّوه، وسار إلى سِنْجار والتُّرك خلفه، فنزل الحَديثة، وجاءته العساكر من بغداد وحلب، وكان مُقَدَّم العساكر البغدادية أبو جعفر الصَّيمَري وأصفهدوست الدَّيلَميَّان، والتَقَوا على الحَديثة، فانهزم تِكِين والتُّرْك، وقُتلوا وأُسروا، وهَلَك منهم خلقٌ عظيم.

ورجع ناصر الدولة إلى المَوْصل، وترك أصفهدوست بالجانب الشَّرقي، وعبر ناصر الدولة إلى خَيمة أصفهدوست، وخرج من عنده ولم يَعُد إليه، ونَدم على عُبوره إليه وقال: فَرَّطْتُ في نفسي، وقال أصفهدوست: ضَيَّعتُ الحَزْم حيث لم أقدر على ناصر الدولة.

وقيل: إنما كان القائل لهذا الصَّيمَري وكان قد قال لمعزِّ الدولة: أقبضُه؟ فنهاه عن ذلك وقال: هذا قبيحٌ بين الملوك.

وطلب الصَّيمَري من ناصر الدولة جماعةً كانوا عنده من أصحاب مُعزِّ الدولة والمال المُقَرَّر عليه، فأعطاه المال والجماعة، وفيهم ابن شيرزاد مَسْمولَ العينَين، وأخذ الصَّيمَري هبةَ الله بن ناصر الدولة رَهينةً.

وفيها دخل ركن الدولة الرَّي والجبال واستولى عليها.

ولم يحجَّ أحدٌ في هذه السنة.

وفيها توفي

الحسن بن حَمُّويه بن الحسين

أبو (١) محمد، [القاضي]، الأَسْتَراباذي.

كان على قَضاء أَسْتَراباذ مدةً طويلةً، وكان من قُوَّام الليل المتَهَجِّدين في الأسْحار، يُضرَب المثل به في قَضاء حوائج الناس، والقيامِ بأمورهم بنفسه وماله.

[وعقد مجلسَ الإملاء بأَسْتراباذ، وروى عنه أهلُها،] ومات فجأةً على بطن جاريته.

[حدَّث عن محمد بن إسحاق بن راهَوَيه، وخلقٍ كثير، وكان مشهورًا بالصلاح.]


(١) في النسخ: بن، وهو خطأ، والمثبت من تاريخ جرجان (٢٦١)، وتاريخ أستراباذ (١٠٩٠ بذيل تاريخ جرجان)، والمنتظم ١٤/ ٥٥، وتاريخ الإسلام ٧/ ٦٩١.