للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من النعمانية ومؤيد الملك، ودخل بغداد يوم الخميس لأربعٍ خَلَوْنَ من ذي الحجَّة، واخترق الجانبَ الشرقيَّ، ونُصِبَتْ له القِباب، ونزل دارَ مُعِزِّ الدولة، وضُرِبت خيمةٌ بباب الشَّمَّاسية، وكان معه جمعٌ عظيم من الدَّيلم وغيرِهم، فأقرَّ كلَّ مَنْ كان له خدمةٌ على خدمته، وأقرَّ مؤيَّدُ الملكِ الحسينَ بنَ الحسن على النيابة، وبنى الجسور على الأنهار، ومدَّها على دِجلة والفرات، وأزال الضرائب عن الحاجِّ وما كان يؤخذ منهم، وارتفعَتْ له الأدعية، وكثُرَ الشكرُ له، وعمل يوم الغدير على ما جرت به العادة.

وفيها عَدِمت الأقواتُ بنيسابور، فأكلتِ الناسُ الكلابَ والسنانيرَ والأطفال [والصبيان]، وصار الناسُ يَثِبون على كلِّ من يرونه جسيمًا [لحيمًا] فيقتلونه ويأكلونه.

ولم يحجَّ فِي هذه السنة أحدٌ خوفًا من الأعراب.

وفيها عصى أبو الفتح الحسن بن جعفر العلوي على الحاكم، ودعا إلى نفسه، وتلقَّب بالراشد بالله (١).

وفيها ولَّى الحاكمُ دمشقَ لؤلؤَ بنَ عبد الله الشيرازي، ولُقِّبَ بمنتجب الدولة، فقَدِم إليها فِي جمادى الآخرة من الرقَّة، ثم عُزِلَ عنها [في] يوم الأضحى من هذه السنة، وولَّى أبا المطاع ذا القرنين بن حمدان، وكان يوم العيد (٢)، فصلّى لؤلؤٌ بالناس العيدَ، وأبو المطاع الجمعةَ، وكان لؤلؤٌ نازلًا بدار العقيقي (٣)، فقيَّده أبو المطاع، وحمله إلى بَعْلبَك، وقُتِلَ بأمر الحاكم.

وفيها توفِّي

إبراهيم بن إسماعيل (٤)

ابن جعفر بن محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر، إمام الحرمين، المكي، القاضي،


(١) هذا الخبر والذي قبله فِي المنتظم ١٥/ ٧٧ - ٧٨.
(٢) فِي (خ): الجمعة، والمثبت من (م) و (م ١) قلت: والظاهر -كما سيأتي- أنَّه يوم عيد وجمعة.
(٣) تحرفت فِي (خ) إلى: الحقيقي.
(٤) تاريخ دمشق ٦/ ٣٥١ - ٣٥٥، (طبعة دار الفكر). والقصة الآتية أخرجها البيهقي فِي شعب الإيمان (٤٠٨٥). وينظر تهذيب الكمال ٥/ ٧٤.