للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُكلَّمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن أحد من أمتي فعمر" (١).

حديث هرب الشيطان من عمر: قال أحمد بإسناده، قال سعد بن أبي وقاص: استأذن عمر بن الخطاب على رسولِ اللَّه وعنده نِسْوَةٌ من قُريشٍ يسألْنَه ويستَكثِرْنَه، عاليةً أصواتُهن على صوته، فلما استأذن عمر ابتدَرْنَ الحجابَ، فأذِن له رسولُ اللَّه، فدخل ورسولُ اللَّه يضحكُ، فقال عمر: أضحكَ اللَّه سِنَّك يا رسول اللَّه، ممَّ تَضحك؟

قال: عجبتُ من هؤلاء اللاتي كُنَّ عندي، فلما سَمِعْنَ صوتَك ابتَدَرْن الحجابَ، قال عمر: فأنتَ أحقُّ يا رسولَ اللَّه أن يَهَبْنَ، ثم قال عمر: أي عدوَّاتِ أنفُسهنَّ، أتَهبنَني ولا تَهَبْنَ رسولَ اللَّه ؟ قُلن: نعم، أنت أفَظُّ وأغلظُ من رسولِ اللَّه، فقال رسول اللَّه : "إيه يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لَقيك الشيطانُ سالكًا فجًّا إلا سلك غير فَجِّكَ". أخرجاه في "الصحيحين" (٢).

وقال رسول اللَّه : "رأيت فيما يرى النائم كأني [أنزع أرضًا إذ] وردت عليَّ غنم سود وعُفْر، فجاء أبو بكر فنزع ذَنوبًا أو ذَنُوبَيْن، وفي نَزْعه ضَعفٌ واللَّه يغفر له، ثم جاء عمر فنزع فاستحالت غَرْبًا، فملأ الحوض، وأروى الواردة، فلم أر عبقريًّا أحسن نزعًا من عمر، فأوَّلتُ أن السَّواد العرب، والعُفْرَ العَجمُ". أخرجاه في "الصحيحين" (٣).

حديث القَدَح: قال أحمد بإسناده عن سالم، عن أبيه قال: كان النبي يُحَدِّث قال: "بينما أنا نائمٌ رأيتُ أني أُتيتُ بَقدَحٍ، فشربتُ حتى أرى الريَّ يَخرج من أطرافي، ثم أعطيتُ فَضْلي لعمر قالوا: فما أوَّلْتَ ذلك يا رسول اللَّه؟ قال: "العلم". أخرجاه في "الصحيحين" (٤).


(١) صحيح مسلم (٢٣٩٨)، وصحيح البخاري (٣٦٨٩) من حديث أبي هريرة . وهذا الحديث ليس في (ك).
(٢) مسند أحمد (١٤٧٢)، وصحيح البخاري (٣٦٨٣)، وصحيح مسلم (٢٣٩٦).
(٣) أخرجه بهذا السياق أحمد (٢٣٨٠١)، وابن عساكر ٥٣/ ٢٠٤ من حديث أبي الطفيل ، وأخرجه بغير هذا السياق من حديث ابن عمر وأبي هريرة (على الترتيب): أحمد (٤٨١٤) و (٨٢٣٩)، والبخاري (٣٦٨٢) و (٣٦٦٤)، ومسلم (٢٣٩٣) و (٢٣٩٢). وهذا الحديث ليس في (ك).
(٤) مسند أحمد (٦١٤٢)، وصحيح البخاري (٣٦٨١)، وصحيح مسلم (٢٣٩١).