للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها سار مسلم بن قريش إلى دمشق فحصرها، وعاد عنها ولم يظفر بطائل.

وفيها تُوفِّي

ابن ماكولا (١)

علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن علكان بن محمد بن دُلَف بن القاسم بن علي، أبو نصر، الأمير، الحافظ، العجلي، أصله من جَرْباذقان من نواحي أصفهان، ولد ببغداد، ونشأ بها، ووَزَر أبوه هبة الله للقائم، ووُلدَ أبو نصر خامس شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة بعُكْبَرا، وسمع الحديث الكثير، وصنَّف المصنفات الحِسان، منها: "الإكمال" و"مستمر الأوهام على ذوي النُّهى والأحلام".

وقال أبو عبد الله الحميدي: ما راجعتُ الخطيبَ في شيءٍ إلَّا وأحالني على كتاب، ولا راجعتُ ابنَ ماكولا في شيء إلَّا وأجابني من حفظه، كأنما يقرأه من كتاب.

وتُوفِّي في هذه السنة. وقيل: سنة تسع وسبعين. وقيل: سنة سبع وثمانين. وقيل: سنة نيِّفٍ وسبعين وأربع مئة.

وخرج إلى خراسان ومعه غلمان له تُركٌ أحداث، ومالٌ كثير، وخيل وثياب، فوثبوا عليه بجرجان -وقيل: بخوزستان- فقتلوه، وأخذوا الجميع، وهربوا، وطاح دمُه هدرًا.

ومن شعره: [من الطويل]

أقولُ لنفسي قد سلا كلُّ عاشقٍ … ونفَّض أبوابَ الهوى عن مناكِبِهْ

وحبُّكِ لا يزدادُ إلَّا تجدُّدا … فيا ليتَ شعري ذا الهوى من مُناكَ بِهْ

وقال [من الطويل]:

ولمَّا توافَينا تباكتْ قلوبُنا … فمُمسِكُ دمعٍ يومَ ذاكَ كساكِبِهْ

فيا كَبِدي الحرّى البَسي ثوبَ حسرةٍ … فِراقُ الَّذي تَهوينَهُ قد كساكِ بِهْ

وقال: [من الوافر]


(١) تاريخ دمشق ٥٢/ ١٥ - ١٧ (نشر مجمع اللغة العربية)، ومعجم الأدباء ١٥/ ١٠٢ - ١١١، والمنتظم ١٦/ ٢٢٦. وتنظر بقية المصادر في السير ١٨/ ٥٦٩.