وكان يحيى] إمامَ أهل نيسابور في الفتوى والرياسة وابنَ إمامها، [وقد اختلف هو وأبوه في مسألة، فحكَّما محمد بن إسحاق بن خزيمة، فحكم ليحيى على أبيه.
وذكره أبو عبد الله في "تاريخه" وأثنى عليه، وقال: قتله] أحمد بن عبد الله الخُجُسْتانيُّ الخارجيُّ، [وكان] جبَّارًا ظالمًا عنيدًا، تغلَّب على نيسابور مدَّة، ثمَّ خرج عنها، واستخلف إبراهيمَ بن نصر رئيس البلد مع أصحابه، فشرع أصحابُ الخُجستانيِّ في الفساد، فنهض يحيى بن محمد وأصحابُه فقاتلوهم وأخرجوهم من البلد، فلمَّا عاد الخجستانيُّ إلى البلد أخذ يحيى بن محمد، فبنى عليه حائطًا، وقيل: إنَّه قتله في جمادى الآخرة.
وقال [الحاكم: سمعت الحسن بن يعقوب المُعَدَّل يقول: سمعت] أبا عمر وأحمد بن المبارك المستملي [يقول:] رأيتُ يحيى بن محمد في المنام، فقلتُ: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي. قلت: فما فعل الخُجستانيُّ؟ فقال: هو في تابوت من نار ومفتاحُه بيدي.
أسند يحيى عن الإمام أحمد أبن حنبل، وغيره، وروى عنه أبوه إمام نيسابور صاحب الواقعة مع البخاريِّ، وكان يقول: أبو زكريا ولدٌ، وهو والد، وروى عنه محمد بنُ إسحاق بنِ خزيمة وغيرُه، وخلقٌ كثير.
[وفيها توفيت]
[عابدة يمنية]
[لم يذكر اسمها، ولها قصَّة رواها أبو الفضل محمد بن ناصر بإسناده إلى] محمد بن سليمان القرشيِّ [قال:] بينا أنا أسير في بلاد اليمن، إذا أنا بغلام واقف على الطَّريق في أذنيه قُرطان، في كلِّ قُرط جوهرة يضيء وجهه منها (١)، وهو يمجِّد ربَّه تعالى ويقول:[من الوافر]
مَليكٌ في السماءِ به افتخاري … عزيزُ القدْر ليس به خفاءُ
فسلَّمتُ عليه فقال: ما أنا برادٍّ عليك حتَّى تؤدِّي [من] حقِّي الذي يجب عليك،
(١) في (ب): يضيء وجهه بين تلك الجوهرة، والمثبت في (خ، ف)، والخبر في المنتظم ١٢/ ٢١٦.