للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قُتِل الباخَرزي على مجلس الشوب في هذه السنة، وذهب دمُه هدرًا، سامحه الله تعالى.

وصنَّف أبو الحسن عليٌّ البيهقي كتابًا سمَّاه "وشاح دمية القصر" وهو من جنس الذيل لكتاب الباخَرْزي، وكان البيهقي فاضلًا فصيحًا، وهو القائل: [من الطويل]

يشيرُ بأطرافٍ لطافٍ كأنَّها … أنابيبُ مسكٍ أو أساريعُ مندلِ

ينمُّ على ما بيننا من إشارةٍ … نسيمُ الصّبا جاءت بريَّا القَرَنفُلِ

علي بن الحسين (١)

ابن أحمد بن الحسين، أبو علي، التغلبي، ويعرف بابن صَصْرَى، دمشقي، ذكره الحافظ ابن عساكر وأثنى عليه، وتوفِّي بدمشق، حدَّث عن تمام بن محمد وغيره، وروى عنه الخطيب وغيره، وكان ثقةً.

وأصل بني صَصرَى من قرية بالموصل، وسكنوا دمشق.

علي بن عبد الملك (٢)

أبو الحسن، المعدَّل، كان حسن الصوت، عالمًا بالقراءات، فاضلًا، تُوفِّي في شعبان، ودُفن بباب حرب، وكان ثقة.

[كوهر خاتون]

عمة السلطان ملكشاه، أخت ألب أرسلان، كانت دَيِّنةً عفيفةً، صادرها نظام الملك لمَّا مات أخوها ألب أرسلان، وأخذ منها أموالًا وجواهر، وخرجت إلى الري لتمضي إلى الناوكية تستنجد بهم على قتال نظام الملك، فأشار نظام الملك على السلطان بقتلها، وقال: اقتُلْها وإلَّا فَتَحتْ علينا بابًا عظيمًا. فقتلها، ولمَّا وصل الخبر إلى بغداد ذمَّ الناسُ نظامَ الملك وقالوا: ما كفاه بناء هذه المدرسة النظامية، وغصبُه لأراضي الناس، وأخذُ أنقاضهم حتى دخل في الدماء. فأشار على ملكشاه بقتلِ عمه قاروت بك وخنْقِه بوَتَر، وكحَلَ أولاده، وقتل عمَّته، وبلغ نظام الملك فقال: ما أقام هذه الشناعة عليَّ إلَّا فخر الدولة ابن جَهير.


(١) تاريخ دمشق ٤١/ ٣٤٩ - ٣٥١، والوافي بالوفيات ٦/ ٣٦٩، وتاريخ الإسلام ٧/ ٢٦٦.
(٢) المنتظم ١٦/ ١٦٩ - ١٧٠.