للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أترضى صناديدُ الأعاريبِ بالأذى … ويُغْضي على ذُلٍّ كُمَاةُ الأعاجمِ

وليتَهُمُ إذ لم يَذودوا حميَّةً … عن الدِّينِ ضَنُّوا غَيرَةً بالمحارمِ

وإن زهِدوا في الأجرِ إذ حميَ الوغى … فهلَّا أتوْهُ رغبةً في المغانمِ

وقال أيضًا: [من الوافر]

أحلَّ الكفرُ بالإسلامِ ضَيمًا … يطولُ عليه للدِّين النَّحيبُ

فحقٌّ ضائعٌ وحِمًى مُباحٌ … وسيفٌ قاطعٌ ودمٌ صَبيبُ

وكم من مسلمٍ أمسى سليبًا … ومسلمةٍ لها حَرَمٌ سليبُ

وكم من مسجدٍ جَعلوهُ ديرًا … على مِحرابِهِ نُصِبَ الصليبُ

دمُ الخِنزيرِ فيهِ لهُمْ خَلوقٌ … وتحريقُ المصاحفِ فيه طيبُ

أمورٌ لو تأملهُنَّ طِفْلٌ … لَطَفَّلَ في عوارضِهِ المشيبُ

أتُسبى المسلماتُ بكلِّ ثغرٍ … وعيشُ المسلمين إذًا يطيبُ

أما واللهِ والإسلامُ حقٌّ … يدافعُ عنه شُبَّانٌ وشِيبُ

فقلْ لذوي البصائرِ حيث كانوا … أجيبوا اللهَ ويحكُمُ أجيبوا

وفيها توفِّي

إبراهيم بن مسعود (١)

ابن محمود بن سُبُكْتِكين، آلَ أمرُه إلى أن استولى على بلاد غَزْنة.

وكان عادلًا منصفًا شجاعًا جوادًا، منقادًا إلى الخير، كثيرَ الصدقات والصِّلات، محبوبًا إلى العساكر والرعية.

وقال الفقيه أبو الحسن (٢) الطبري: أرسلني إليه بركياروق في رسالة، فرأيتُ في مملكته ما لا يتأتَّى وصفُه، دخلتُ عليه وهو في طيارة عظيمة بمقدار رواق المدرسة النظامية، وسقوفُها وأبوابُها مصفحةٌ بالذهب والفضة، وعلى أبوابها الستور التِّنِّيسي، وللمكان شعاع يأخذ بالبصر، وهو على سرير من الذهب مرصَّعٍ بالجواهر، وحوله


(١) المنتظم ١٧/ ٤٩، وتنظر بقية المصادر في السير ١٩/ ١٥٦.
(٢) تحرف في (خ) إلى: أبو إسحاق، والتصويب من (ب) ومصادر ترجمته في السير ١٩/ ٣٥٠.