وفيها كتب عمرُ إلى مُعاوية بن أبي سُفيان أن يَغْزُوَ الرومَ، فدخل الدَّرْبَ، وجاوزه في عشرةِ آلافٍ من المسلمين، فيهم أبو أيوب الأنصاري وعبادةُ بنُ الصامتِ وأبو ذرٍّ وشدّادُ بن أوسٍ وغيرُهم.
وقيل: إنَّ في هذه الغَزاةِ أُسِرَ عبدُ اللَّه بنُ حُذافة السَّهميُّ وقد ذكرناه، وبلغ معاوية عَمّورية، وقيل القسطنطينية.
وفيها: كان فتوح هَمَذان. كتب عمر إلى نُعيم بن مُقَرّن أن يسير إلى همذان، وعلى مقدّمته أخوه سويد بن مقرِّن، وعلى مجنّبتَيْه ربعي بن عامر ومهلهل بن زيد الطائي، فسار نُعيم بجيوشه، فنزل ثنيّة العَسَل، ثم نازل همذان، واستولى على رُسْداقها، فلما رأى ذلك أهلُها راسلوه وسألوه الصُّلح على الجزية فصالحهم.
وقال الواقدي: إن فُتوحَ هَمَذان كانت في سنةِ ثلاثٍ وعِشرين في جُمادى الأُولى، على رأس ستّة أشهر من مقتلِ عمر، وكانت جيوشُ عمر عليها.
وفيها فُتح الرّيّ وقُومِس على يَدِ نُعيم بن مُقَرِّنُ، وقيل: إن ذلك كان في سنةِ ثلاثٍ وعشرين.
وفيها كتب عمر إلى عبد الرحمن بنِ ربيعة أن يَقطع النهر، فقطعه في جيشٍ كثيفٍ، فتحصَّن التُّرْكُ بحصونهم، وخافوا منه وقالوا: ما قطع النهرَ إلا ومعه الملائكةُ والإلهُ الأكبرُ، فأوغل في بلادِهم، وسبى، وعاد سالمًا بالغنائم.
واختلفوا في ولادة يزيد بن مُعاوية وعبد الملك بن مروان، فقال الواقدي في هذه السنة، وقال هشام: في سنة خمسٍ وعشرين، وحجَّ بالناس عمرُ.
فصل وفيها تُوفي
قَتادةُ بنُ النعمان
ابن زيد بن عامر بن سواد بن ظَفَر، وأُمُّه أُنَيْسَةُ بنت قيس بن عمرو، خَزْرجيّةٌ،