وكان أبو منصور] منحرفًا عن عليٍّ ﵇، جرى حديثُ قتل عثمان رضوان الله عليه، وأَنَّ عليًّا كان بالمدينة ولم يقدر على الوصول إليه، فقال [ابن نقطة، أبياتًا، منها](١):
ومن قتل في جواره مثل ابن عفان واعتذر … يجب عليه أن يقبل بالشَّام عذر يزيد
فأراد الشيعة قتله.
[قلت: قبحه الله، وأين وجه المشابهة بين الحالين، وابن زياد إنما قدم بكتاب يزيد على قتل الحسين، وقد جرح عليّ يوم الدار لنصرة عثمان، وفعل ما استطاع بقدر الإمكان](١).
وكان يسحِّر النَّاس في رمضان، فوثبوا عليه ليلة، وكان الإمام الناصر في المنظرة وهو واقفٌ يسحر يقول: أي نياما، قوما قوما، السحور قوما. فعطس الخليفة، فقال [ابن نقطة](١): أي من عطس في الروزنة يرحمكم الله قوما، فبعث له مئة دينار، وحماه من الشيعة، فمات بعد قليل.
[السنة الثامنة والتسعون وخمس مئة]
في المحرَّم ولى الخليفة عبد اللطيف بن نَصْر الكيال الواسطي قضاء واسط، وخَلَعَ على ابنِ علي بن الرَّبيع الواسطي، ودرس بالنظامية.
وكانت السِّعايات قد كَثُرَتْ ببغداد، ففسدتِ الأُمور، فنادى الخليفةُ: مَنْ سعى بأحدٍ أُبيح في دمه وماله. فصلحت الأحوال.
وفيها بَرَزَ العادل إلى القُصير طالبًا حلب، وكان الأفضل بحمص عند شيركوه، فجاء إلى عمِّه العادل، فالتقاه عند ثنية العقاب، فأكرمه وعوَّضه عن ميَّافارقين سُمَيساط وسَرُوج وقلعة نجم، وقرايا في المرج ومصر، وتسلَّم الملك الظَّاهر فامية من شمس الدِّين بن المقدَّم في صفر، ونزل العادل على حماة، فصالحه الظَّاهر، ورَجعَ العادل إلى حِمْص.