للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عبد الله بن أحمد: كان بكر يقول: من مثلُك يا ابن آدم وقد خُلِّيَ بينك وبين الماء (١) والمحراب كلما شئتَ دخلتَ على الله ليس يبنك وبينه ترجمان (٢).

[ذكر وفاته:

قال ابن سعد: حدثنا مؤمَّل بن إسماعيل قال: مات بكر سنة ستّ ومئة، وهو أثبت عندنا، وقيل: سنة ثمان ومئة] (٣).

أسند بكر عن ابن عُمر، وجابر، وأنس، ومعقل بن يسار، وعبد الله بن معاقل، وغيرهم.

عثمان بن حَيَّان

ابن مَعْبَد أبو المَغْرَاء، مولى أم الدَّرداء.

كان جبَّارًا غَشومًا، ولَّاه الوليد المدينة سنة أربع وتسعين [وعَزَلَ عنها عمر بن عبد العزيز].

[وقال مالك بن أنس:] وكان يُنشد الأشعار على منبر رسول الله ﷺ، ويأكلُ التمر، ويرمي أهل المسجد بالنَّوَى، ويستخفَّ بأهل المدينة، ويسبُّ عليًّا ﵇، وحلق رؤوس جماعة ولحاهم، وكان يؤذي الفقهاء، فلقَّبوه الخبيث.

[وما ولّاه الوليد المدينة إلا ليكون عونًا للحجَّاج على سفك الدماء والظلم].

وكان قد التجأ إلى المدينة جماعة من أهل العراق، فبعث بهم إلى الحجَّاج، فضرب رقابَهم، وأقام واليًا على المدينة ثلاث سنين، فما أبقى قبيحًا إلا ارتكبه.

فلما مات الحجَّاج والوليد وكان أهل المدينة يقولون في الأزقَّة: يا مهلك مَن مضى، أهْلِك من بقي. فيقول عثمان: أنا الباقي.

ولما عُزل لعنوه في وجهه وسبُّوه.


(١) لعله يعني الدموع. وينظر التعليق التالي.
(٢) الخبر في "حلية الأولياء" ٢/ ٢٢٩، وفيه: خُلِّيَ بينك وبين المحراب … وفي آخره: إنما طيب المؤمنين هذا الماء المالح. وجاء في حاشية الكتاب: بالهامش قيل: يعني الدموع.
(٣) طبقات ابن سعد ٩/ ٢١٠. والكلام بين حاصرتين من (ص).