للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت وفاتُه ببغدادَ والمأمونُ في بلاد الروم، فصلَّى عليه إسحاقُ بن إبراهيم، ودُفن بمقابر قريش، وروى عن أبيه وجدِّه (١).

[وفيها توفِّيت]

زُبيدةُ

أَمَةُ العَزيز بنتُ جعفرِ بن أبي جعفرٍ المنصور وتُكنى أمَّ جعفر.

وُلدت في زمن المنصور [وكان يرقّصها ويقول: أنت زُبدة وزُبَيدة، فغلب ذلك الاسمُ عليها، وقد ذكرناها] وهي زوجةُ الرشيد وأمُّ الأَمين.

وكان هارونُ قد شكا لعبد اللهِ بن مصعبٍ الزُّبيري أن زبيدة لا تَحمل [منه]، فقال [له]: أَغِرها؛ فإنَّ إبراهيمَ الخليلَ كانت عنده سارةُ فلم تَحملْ منه، فحملت هاجرَ، فغارت سارةُ فحملت بإسحاق، فأَغار هارونُ زبيدةَ بمَرَاجل، فولدت زبيدةُ الأمين، وولدت مراجلُ المأمونَ في سنةٍ واحدة.

[قلت: وقد أخطأَ الزُّبيريّ؛ فإنَّ حَمْلَ سارةَ ما كان باعتبار الغَيرة، وقد ذكرناه في صَدر الكتاب.

ذكرُ طَرَفٍ من أخبارها:

قال علماءُ السِّيَر:] (٢) كانت زُبيدةُ صاحبةَ المعروفِ والصَّدقات، وأبوابِ البرِّ على الفقراء والعلماءِ والمساكين وأَربابِ البيوت، ولها الآثارُ الجميلة بأرض الحجازِ ومكَّةَ والمدينة، وحفر الآبارِ والمصانع، وإنفاق الأموالِ الجزيلة في أهل الحَرَمين، وأُحصي ما أنفقت في الحجاز فكان ألفَي ألفِ دينار، وبلغت نفقتُها في حَجَّتها ألفَ ألفِ دينار.

[وروى الخطيبُ (٣) عن] إسماعيلَ بن جعفرِ بن سليمانَ قال (٤): حجَّت أمُّ جعفرٍ


(١) وكذا في الوافي بالوفيات، وفي تاريخ الإِسلام: عن أبيه عن جده.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب)، وتنظر ترجمتها في تاريخ بغداد ١٦/ ٦١٩، والمنتظم ١٠/ ٢٧٦، والسير ١٠/ ٢١٤، وبقية مصادر ترجمتها ثمَّة.
(٣) في تاريخه ١٦/ ٦٢٠. وما بين حاصرتين من (ب).
(٤) في (خ): وقال إسماعيل بن جعفر بن سليمان.