للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَعزُّ على مُشْفِقٍ أن يَراك … قريبًا لمَن لستَ من شَكْلِهِ

وأنتَ الذي لو تأمَّلْتَه … لأكْبَرتَ قَدْرَك عن مِثلِهِ

فهَبْكَ رضيتَ قضاءَ الشآم … وصِرْتَ رئيسًا على أهله

ألستَ العَليمَ بأنَّ الفَناءَ … على آدمٍ وبني نَسْله

فماذا تقولُ إذا ما دُعِيتَ … إلى مَجْمَعٍ ماجَ من حَفْله

وقيل هلُمُّوا بأشياعِكم … وبالجُمَحيّ على رِسْله

فهبْكَ اصطَفَيتَ خراجَ البلاد … وما كان في الحَزْن أو سَهْله

ولستُ أقولُ لما قد جَمَعْتَ … حرامًا ولكنَّ من حِلِّه

فهل فيه فَخْرٌ لذي حِكْمةٍ … وقَيدُ المنيَّةِ في رِجْله

وكانت وفاتُه بدمشقَ، وبقي البلدُ شاغرًا من قاضٍ أيَّامًا، حتَّى وليه أبو زُرْعة محمد بن عثمان.

يوسف بن يعقوب (١) بن إسماعيل

ابن حمَّاد بن زيد بن دِرْهم، أبو محمد، البَصْريُّ، مولى آل جرير بن حازِم الأَزْدي.

وُلد سنة ثمانٍ ومئتين، ولي قضاءَ البَصْرة سنة ستٍّ وسبعين ومئتين، وضُمَّ إليه قضاءُ واسط، ثمَّ أُضيف إليه قضاء الشَّرقية ببغداد.

وكان حسنَ السِّيرة، جميلَ المذهب، مستقيمَ الطَّريقة، صالحًا، ورعًا، عفيفًا، حاكمًا بالحقِّ، مات مصروفًا عن القضاء في رمضان، غير مطعونٍ عليه في شيء.

سمع سليمانَ بن حَرْب وغيرَه، وروى عنه ابنُ قانع وغيره.

ولما احتضر دخل عليه إخوانُه يعودُونَه فقالوا: كيف تجدُك؟ فقال: [من الوافر]

أرانيَ في انتقاصٍ كلَّ يومٍ … ولا يَبْقى مع النُّقصانِ شيُّ

طَوَى العَصْران ما نَشَراه … منِّي فأخْلَقَ جِدَّتي نَشْرٌ وطَيُّ


(١) في (خ): محمد بن يعقوب، والمثبت من تاريخ بغداد ١٦/ ٤٥٦، والمنتظم ١٣/ ١٠٣، وتاريخ الإسلام ٦/ ١٠٦٩.