للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علي بن الحسين بن هندي (١)

قاضي حمص، [ذكره الحافظ ابن عساكر، وقال]: ولد سنة أربع مئة، وبرع في علم الأدب والشعر، وتوفي بدمشق، ودُفِنَ بباب الفراديس، ومن شعره: [من الكامل]

يا ضاحكًا بمن استقلَّ غُبارهُ … سيثورُ عن قدميكَ ذاكَ العِثْيَرُ (٢)

لا فارسٌ بجنودها منعَتْ حمى … كسرى ولا للرُّومِ خلِّدَ قيصرُ

جددٌ مضَتْ عادٌ عليه وجُرْهُمٌ … وتلاه كهلانٌ وعقَّبَ حِمْيَرُ

وسطا بغسَّانَ الملوكُ وكِنْدةٌ … فلها دماءٌ عندهُ لا تثأرُ

لعبَتْ بهم فكأنَّهم لم يُخلَقوا … ونُسوا بها فكأنَّهم لم يُذكَروا

علي بن محمود بن إبراهيم (٣)

أبو الحسن، الزَّوزَني، المنسوب إليه الرباط المقابل لجامع المنصور، والرباط إنما بُني للحصري، والزَّوزَني صاحب الحصري، فنُسِبَ إليه، ولد عليٌّ سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة، وصحب الحصري، وكان يقول: صحبتُ ألف شيخ، وأحفظ من كل شيخ حكاية. وكانت وفاتُه في رمضان، ودفن بباب الرباط.

[قريش بن بدران]

أبو المعالي، ويُلقَّب بعلم الدين، أمير بني عقيل، كان داهيةً، بخيلًا، سفاكًا للدماء، بعيدَ الغور، غدارًا، حمله شحُّه وقلَّةُ دينه على موافقة البساسيري على تغيير الدولة العباسية، شرهًا إلى ما كان في دار الخلافة، وطمعًا في الزيادة من صاحب مصر، وفعل تلك الأفاعيل، وذمَّ الوزير رئيس الرؤساء وغدر به، وسلَّمه إلى البساسيري، حتى فعل به ما فعل، ولم يمنعه، ولو منعه ما خالفه، وكان قد احتال على مهارش، وقال له: خُذِ الخليفة، وتعال إلينا، وكان قصدُه أن يُدخل الخليفةَ إلى الجِفار ويُسلِمَه إلى صاحب مصر، فبعثه السلطان، وخلص الخليفة، ولم يستصحِبْه البساسيري


(١) تاريخ دمشق ٤١/ ٤٢٧ - ٤٣٣.
(٢) العِثْيَر: التراب. تاج العروس (عثر).
(٣) المنتظم ١٦/ ٥٩، وتاريخ بغداد ١٢/ ١١٥.