للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنَّا لَنَأمُل فتحَ الروم والصِّينِ … بمَن أذلَّ لنا مُلك ابنِ شَرْوينِ

فاشدُدْ يديك بعبد اللهِ إنَّ له … مع الأمانة رأيٌ غيرُ مَغْبون (١)

وأسر عبدُ الله مازيارَ بن قارن وأبا ليلى وجماعةً من ملوك الدَّيلَم، وبعث بهم إلى المأمون.

وحجَّ بالناس إسحاقُ بن موسى بنِ عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.

[داود بن عيسى]

ابن علي بن عبد الله بن عباس، الهاشمي]

كان (٢) من نُبلاءِ بني العباس، وَلي الحَرَمين، فكان يقيم بمكةَ مدة وبالمدينة مدة، فأقام بمكةَ مرةً عشرين شهرًا، فكتب إليه أهلُ المدينة بأبياتٍ ليحيى بنِ مسكين بن أيوبَ بن مِخْراق: [من المتقارب]

دوادُ قد فُزتَ بالمَكْرُمات … وبالعَدْل في بلد المُصْطفى

ومكةُ ليست بدار المُقام … فهاجِرْ كهِجْرَة مَن قد مَضى

مَقامُك عشرين شهرًا بها … كثيرٌ لهم عند أهل الحِجَى

فقبر النَّبي وآثارُه … أحقُّ بقُربك من ذي طُوى

من أبيات. فأجابه عيسى بنُ عبد العزيز المكِّي:

أداودُ أنت الإمامُ الرِّضا … وأنت ابنُ عمِّ نبيِّ الهُدى

أتاك كتابُ حَسود جَحودٍ … أَسَا في مَقالته واعتدى

فإن كان يَصدق فيما يقول … فلا يَسْجُدنَّ إلى ما هنا

وأيُّ بلادٍ تفوق امَّها … ومكَّةُ مكةُ أمُّ القُرى

وربِّي دحا الأرضَ من تحتها … ويثربُ لا شك ممَّا دحا


(١) كذا؟! وفي تاريخ الطبري: موهون.
(٢) ما بين معكوفين من تاريخ دمشق ٦/ ٣٢ (مصورة دار البشير)، وانظر أخبار مكة ٢/ ٢٩٣، وأشعار أولاد الخلفاء ص ٣١٢، ومعجم المرزباني ص ٤٨٩ - ٤٩٠، وتاريخ الإسلام ٥/ ٧١.