للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمصر كراهيةً له، فاستدعاه المقتدر، ورفع منزلتَه، وكان صافي الحُرَميُّ يشير على مؤنس بمباعدته عن المعتضد شفقةً عليه في الظَّاهر، وفي الباطن حسدًا لئلّا يشاركَه في الأمور، فلمَّا قدم شاركه، ومات صافي بعد بيعة المقتدر فاختصَّ مؤنس بالأمور كلِّها.

وكان في بيت المال يومَ بُويع المقتدر خمسة عشر ألفَ ألف دينار، وأموالُ المعتضد وأثاثُه ودوابُّه، وزاد المكتفي أمثالها، ثمَّ كتب العبَّاس كتابًا إلى الآفاق ببيعة المقتدر، ووفاة المكتفي.

وحجَّ بالنَّاس الفضلُ بن عبد الملك الهاشمي.

وفيها توفي

[إبراهيم بن محمد بن نوح]

ابن عبد الله، أبو إسحاق، المُزَكِّي، الحافظ، النَّيسابوريُّ.

إمامُ عصره بنيسابور في معرفة الحديث والعِلَل والرِّجال والزُّهد والوَرَع، اجتمع بالإمام أحمد رحمة الله عليه، مِرارًا وذاكره، وكان الإمام أحمد يُثني عليه، وكان مُجابَ الدعوة، مَهِيبًا، متقلِّلًا، لم يكن له من الدُّنيا شيء سوى حانوت كان يُكريه في كلِّ شهر سبعةَ دراهم (١)، هي لمأكله ومَلْبَسه [ونوائبه]، ولم يقبل من أحدِ شيئًا، وكانت وفاته في رجب.

سمع خلقًا كثيرًا منهم الإمام أحمد بن حنبل، رحمة الله عليه [وغيره]، وروى عنه خلقٌ كثير.

[وفيها توفي]

أبو الحسين أحمد بن محمد النُّوري

بغداديُّ المَولد والمَنْشأ، [وأصله من] (٢) خُراسان من قرية بين هَرَاة ومَرْوالرُّوذ [يقال لها: يعسور، وقيل: بَغ؛ فلذلك كان يُعرف بالبَغوي، وقيل: اسمه محمد بن


(١) في المنتظم ١٣/ ٧٣: سبعة عشر درهمًا.
(٢) هذه الزيادة من طبقات الصوفية ص ١٦٤، والمنتظم ١٣/ ٧٣، وتاريخ الإسلام ٦/ ٨٩١، وما سلف ويأتي بين معكوفين من (ف) و (م ١).