للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عثمان؟ قال: ما وُلدتُ إذ ذاك، فقال الحجاج: يا ابن اللَّخْناء، وُلدتَ في زمن أبي بكر وعمر، ولم تولد في زمن عثمان؟ فقال له حُطيط: يا ابن اللَّخْناء، إني وجدتُ الناس اجتمعوا على أبي بكر وعمر فقلتُ بقولهم، واختلفوا في عثمان فوَسِعني السكوت، فقال مَعَدّ صاحب عَذاب الحجاج: إن رأيتَ أن تَدفعَه إليَّ، فوالله لأُسمعنَّك صياحَه.

فسلَّمه إليه، فجعل يعذِّبه ليلتَه كلَّها وهو ساكت، فلما كان عند الصبح دعا بدَهَق، واعتمد على ساقه فكسرها، فلما أصبح دخل على الحجاج، فقال له: ما فعل أسيرُك؟ فقال: إن رأى الأمير أن يأخذَه؛ فقد أفسد على أهلَ سِجني، يَستحيون ألا يَصبروا، فقال: عليّ به، فعذّبه بأنواع العذاب وهو صابر.

[وفي رواية ابن أبي الدنيا:] كان يؤتى بالمسالّ فيغرزها في جسده ولا ينطق، فلفَّه في باريَّة (١) وألقاه على كُناسة فمات.

[فصل: وفيها توفي

أبو عمرو الشَّيبانيّ]

صاحب العربية (٢)، وإمام الناس فيها.

[ذكره ابن سعد في] الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة [وقال: اسمه سعد (٣) بن إياس].

شهد القادسية، وروى عن عمر، وعلي، وابن مسعود وغيرهم، وكان كبيرًا له سن عالية، وكان ثقة وله أحاديث [منها:

قال ابن سعد: وحدثنا الفضل بن دُكين، حدثنا عيسى بن عبد الرحمن قال: سمعت أبا عمرو الشيباني] قال: أذكر أني سمعت برسول الله وأنا أرعى إبلًا لأهلي بكاظمة.


(١) أي: الحصير المنسوج. (معرَّب) ينظر القاموس.
(٢) ما بين المعكوفين من (ص)، وكان في (أ) و (خ) و (د): أبو عمرو سعيد بن إياس الشيباني.
(٣) في النسخ: سعيد، وهو خطأ، والمثبت من "طبقات ابن سعد" ٨/ ٢٢٤، و"المعارف" ٤٢٦، و"تهذيب الكمال" (٢١٨٩)، و "السير" ٤/ ١٧٣.