للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاختُطِفتُ وحُمِلتُ إلى هذه الجزيرة، ويخرجُ إليَّ شيطانٌ من البحر في كل سبعةِ أيَّام (١)، فيتلاعبُ بي من غير أنْ يطأني، وهذا يوم موافاته، فاتَّقِ الله في نفسك؛ فإنِّي لا آمنُه عليك، [قال:] فما انقضى كلامُها حتى جاءت الظلمة، فقالت: جاء والله، فلمَّا قَرُبَ منِّي كاد يغشاني، فقرأت الآيةَ، فصار رمادًا، فقالت المرأة: هلك والله، من أنتَ الذي منَّ الله عليَّ بك؟

فحملنَا من القصر من الجواهر والمال ما قدرنا [على حمله] (٢)، وقدَّمت إليَّ طعامًا، فقلتُ: من أين هذا؟ قالت: كان يأتيني به (٣)، ثمَّ خرجنا من القصر، ولزمنَا ساحلَ الجزيرة، وإذا بمركبٍ، فلوَّحنا إليه، فجاؤوا وحملونا، وسألونا عن حالنا، فقلنا: غرقنا (٤)، وسلمنا الله حتى وصلنا إلى البصرة، فدلَّتني على أهلها، فأتيتُهم وقلت: أنَا رسول فلانة إليكم، فصرخوا وبكوا وقالوا: جدَّدت علينا أحزاننا، فأتيتُ بهم إليها، فلمَّا رأوها كادوا يموتونَ فرحًا، وسألوها عن حالها، فقصَّت عليهم القصَّة، وسألتُهُم أنْ يزوجوني بها، ففعلُوا، وقسمتُ المال بيني وبينها، ورزقني الله منها الأولاد، وصاروا من مياسيرِ أهل البصرة [وتُجَّارِها] (٥).

[وفيها توفي]

الحسنُ بن عيسى بن ماسَرْجِس

أبو علي النيسابوريّ.

كان نصرانيًّا من أهل بيت الثروة، أفأسلمَ على يد ابن المبارك، وقد ذكر الخطيبُ قصَّته فقال: كان الحسنُ والحسين ابنا عيسى بن مَاسَرْجِس (٦)] إذا ركبا يتحيَّر الناسُ في حسنهما، فاتَّفقا على أن يسلِما، فقصدا حفص بن عبد الرحمن ليسلمَا على يده،


(١) في الفرج بعد الشدة: يتلاعب بي سبعة أيام.
(٢) في (خ) و (ف): عليه. والمثبت بين حاصرتين من (ب).
(٣) في الفرج بعد الشدة: وجدته هاهنا.
(٤) في (خ): فعرفناهم بالحال وما وقع لنا. بدل: فقلنا: غرقنا.
(٥) الفرج بعد الشدة ١/ ٩٩ - ١٠١. وما سلف بين حاصرتين من (ب).
(٦) ما بين حاصرتين من (ب)، وفي (خ) و (ف): وكان هو وأخوه الحسين.