للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النعمان الكِنانيّ (١) حُرقوص بنَ زُهير.

قال أبو مخنف: وكان شُريح بن أوفى الَّذي قُطعت رِجلُه يحمل ويقول: [من الرجز]

أضرِبُهمْ ولو أرى أبا الحَسَنْ … ضَربتُه بالسَّيف حتَّى يَطمَئنّ

أضرِبُهمْ ولو أرى عَليَّا … ألْبَسْتُه أبيضَ مَشْرَفِيَّا (٢)

حديث ذي الثُّدَيَّة

قال مسلم (٣): حدثنا عَبُد بن حُميد، بإسناده إلى سَلَمة بن كُهَيل قال: حدثني زيد بن وَهْب الجُهَنيّ؛ أنَّه كان في الجيش الَّذي كان مع علي ، الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي: أيها الناس، إني سمعتُ رسول الله يقول: "يخرج قومٌ من أُمَّتي يقرؤون القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامُكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن، يَحسبون أنّه لهم وهو عليهم، لا يُجاوز تَراقِيَهم، يَمرُقون من الإسلام كما يَمْرُقُ السَّهمُ من الرَّمِيَّة"، لو يَعلم الجيشُ الذين يُصيبونهم ما قُضي لهم على لسان نبيّهم لنَكَلوا (٤) عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلًا له عَضُد، وليس له ذِراع، على رأس عَضُدِه مثلُ حَلَمَةِ الثَّدْي، عليه شَعَراتٌ بيض، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم؛ فإنهم قد سَفَكوا الدَّمَ الحرام، وأغاروا في سَرْحِ النّاس، فسِيروا على اسم الله.

قال سلمة بن كهيل: فنَزَّلَني زيدُ بن وَهْب منزِلًا حتَّى قال: مرَرْنا على قَنطرة، فالتقَينا، وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وَهْب الرَّاسِبِيّ، فقال لهم ألْقُوا الرِّماح، وسُلُّوا سُيوفكم من جُفونها، فإني أخاف أن يُناشِدوكم كما ناشَدوكم يومَ حَروراء، فرجعوا فوَحَّشوا برِما حهم، وسَلُّوا السُّيوف، وشَجَرهم الناسُ برِماحهم، وقُتِل بعضُهم على بعض (٥)، وما أُصيب من الناس يومئذٍ إلا رجلان، فقال علي :


(١) كذا، وفي الطبري: أبو المعتمر الكناني.
(٢) الطبري ٥/ ٨٨، وأنساب الأشراف ٢/ ٢٦٧، ومروج الذهب ٤/ ٤١٤.
(٣) في (خ): قال أبو مسلم، وهو خطأ، والحديث في صحيح مسلم (١٠٦٦) (١٥٦)، وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على المسند (٧٠٦).
(٤) في صحيح مسلم ومسند أحمد: لا تكلوا.
(٥) في (خ): وقتل بعضهم بعضا.