للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الباب الرابع في ولاية مروان بن الحاكم]

ولما مات معاوية بن يزيد بن معاوية اختلف الناس بالشام، فكان أوَّلَ من خالف من أمراء الأجناد النعمانُ بنُ بشير بحمص، دعا إلى ابن الزبير، ثم الضحَّاك بن قيس الفِهْري؛ دعا بدمشق سرًّا لابنِ الزبير، ولم يظهر ذلك لمكان بني أمية وكلب.

وبلغ حسانَ بنَ مالك بن بَحْدَل الكلبيّ وهو بفلسطين، وكان هواه في خالد بن يزيد؛ لأن يزيد كان ابنَ أخته ميسون، فأمسك، وكتب إلى الضحَّاك بن قيس كتابًا يعظم فيه بني أمية ويذكر بلاءهم عنده، ويذمّ ابنَ الزبير، ويذكر خلافَه ومفارقتَه الجماعة، ويدعوه إلى أن يُبايع لرجلٍ (١) من بني حرب، وبعث بالكتاب مع ناعصة (٢) بن كريب الطابخي، وأعطاه نسخة الكتاب، وقال له: إن قرأ الضحَّاك الكتاب على الناس؛ وإلَّا؛ فاقرأ أنت نسختَه عليهم. وكتب إلى بني أمية يُعلمهم ما كتب به إلى الضحَّاك، وما أمرَ به ناعصة، وأمرَهم أن يحضروا ذلك.

فقرأ الضحَّاك كتاب حسان ولم يقرأه على الناس، فكان في ذلك اختلاف وكلام، فَسَكَّنهم خالد بن يزيد (٣).


(١) في (ب) و (خ): الرجل، والتصويب من "طبقات" ابن سعد ٦/ ٥٤٤.
(٢) في (خ) (في الموضعين)، وفي "تاريخ دمشق" (مصورة دار البشير) باعضة، وفي "طبقات" ابن سعد ٦/ ٥٤٤، و"تاريخ" الطبري ٥/ ٥٣٢، و"مختصر تاريخ دمشق" ١١/ ١٣٢: ناغضة، والمثبت من (ب) (في هذا الموضع) وهو كذلك في "أنساب الأشراف" ٥/ ٢٩٦.
(٣) قوله: "فكان في ذلك اختلاف وكلام، فسكّنهم خالد بن يزيد" سيتكرر بعده مفصَّلًا. والسبب أن مختصِر الكتاب جمع بين روايتين، فالكلام حتى هذا الموضع من ترجمة الضحاك بن قيس في "طبقات" ابن سعد ٦/ ٥٤٤ - ٥٤٣، و"تاريخ دمشق" ٨/ ٤١٦ (مصورة دار البشير). والكلام بعده من رواية أخرى، هو بنحوه في "أنساب الأشراف" ٥/ ٢٩٦ - ٢٩٧ و"تاريخ" الطبري ٥/ ٥٣٢ - ٥٣٣. وينظر "تاريخ دمشق" ٨/ ٤١٦ (مصورة دار البشير)، أو "مختصره" ١١/ ١٣٢.