للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعاد المعتضد وقد شاب، فدخلت عليه بدعة جارية [عريب] فقالت له: يا سيدي، شِبْتَ في هذه السفرة! فقال لها: من دون ما كنتُ فيه [يُشَيّب]، قالت: فأنت والله فيه أحسن من القمر، ثمَّ قالت: [من الخفيف]

إن تكن شِبْتَ يا مَليكَ البرايا … بأمورٍ عانَيتَها وخُطوبِ

فلقد زادكَ المَشيبُ جَمالًا … ووَقارًا والشَّيبُ فَخْرُ الأديبِ (١)

وفيها تزوَّج جعفر بن المعتضد خديجة بنت أبي النَّجم بدر، وحمل المعتضد إلى بدر صَداقها في مئة كيس على يد مئة غلام، وقيل: إنَّما تزوَّجها المعتضد.

وفيها توفي عبيد الله بن سليمان الوزير.

وتوفِّي وَصيف الخادم، فأُخرجت جثَّته وصُلبت عند الجسر.

وحجَّ بالنَّاس محمَّد بن هارون بن العبَّاس بن إبراهيم بن عيسى بن [أبي] جعفر المنصور (٢).

وفيها توفي

بِشْر بن موسى

ابن صالح، أبو علي، الأسديُّ.

ولد سنة تسعين ومئة، وهو من بيت الفضل والرِّياسة، والثِّقة والأمانة، وكان الإِمام


(١) الإماء الشواعر لأبي الفرج الأصبهاني ١٤٠ - ١٤١، وما بين معكوفين منه.
ونص هذا الخبر في (ف م ١) وحكى أبو الفرج الأصبهاني [١٤١] وقال: لما عاد المعتضد من نوبة وصيف إلى بغداد وقد شاب دخلت عليه بدعة جارية عريب فقالت له: يا سيدي شبت في هذه السفرة! فقال لها من دون ما كنت فيه يشيب، قالت: فأنت فيه والله أحسن من القمر، ثم قالت بديهًا:
ما ضرك الشيب شيئًا … بل زدت فيه جمالا
قد هذبتك الليالي … وأورثتك كمالا
فعش لنا في سرور … وانعم بعيشك بالا
تزيد في كل يوم … وليلة من المعالي تعالى (كذا)
في نعمة وسرور … ودولة تتعالى
(٢) في تاريخ الطبري ١٠/ ٨٥، والمنتظم ١٢/ ٤١٧، والكامل ٧/ ٥١٠: وحج بالناس هارون بن محمَّد المكنى أبا بكر، وما بين معكوفين من تاريخ بغداد ٤/ ٥٦٥.