كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة الحادية والأربعون وخمس مئة - الخصيب بن سلم، أبو العلاء المجاشعي - ج: 20 - ص: 363

عشرونَ ألفَ مُهَنَّدِ قد أُصلتت … فَلَّتْ مضارِبَها نِكايةُ مِبْضَعِ

الخَصِيب بن سَلْم، أبو العلاء المُجَاشعي (١)

ولد سنة تسعٍ وخمسين وأربع مئة، ومن شِعْره: [من المتقارب]

فواحَسْرتا لِطِلاب المَعَاشِ … وسعيي إليكُمْ بجسمٍ كَدُوْدِ

وما أنا في ظِلِّ هذي الحياة … وفَرْطِ التَّمَحُّلِ إلا كَدُوْدِ

وقال أيضًا: [من الطويل]

أُقَضِّي زماني باللَّتيَّا وبالَّتي … ومِنْ دونِ إدراكِ المُنَى حادثٌ يَقْضي

وأمْزُجُ في كاسِ المَطَامع والمُنَى … مُجاجةَ سُمٍّ من خُلاصتِهِ مَحْضِ

زَنْكي (٢) بن آق سُنْقُر (٣)

أبو المُظَفَّر، عماد الدِّين أتابَك (٤).

كان قسيم الدولة آق سُنْقُر من أصحاب السُّلْطان مَلِك شاه؛ رُبِّي معه، فلما ولي السَّلْطنة جعله من خواصِّ أُمرائه، وخافه نظامُ المُلْك، فأراد إبعاده، فأشار بتوليته حلب وأعمالها، وأن يكون في معاملة أنطاكية ودمشق، فأُقْطِعَها سنةَ سبعٍ وسبعين وأربع مئة، وبَعَثَ ملك شاه فخر الدولة بن جَهِير إلى ديار بكر، وجعل آق سُنْقُر مقدَّمَ الجيش.

---

(١) هو الخصيب بن المُؤمَّل بن محمد بن سلم التميمي المجاشعي، له ترجمة في "الأنساب": ٣/ ٨٠، و "الوافي بالوفيات": ١٣/ ٣٢١، و"لسان الميزان": ٢/ ٣٩٨.

(٢) في (م) و (ش): وفيها توفي زنكي بن آق سنقر، أبو المظفر التركي، ولقبه أتابك عماد الدين، وآق سنقر أبوه، ولقبه قسيم الدولة، وكان من أصحاب السلطان ملك شاه، ولما قتل آق سنقر لم يكن له من الأولاد إلا زنكي، وكان ابن عشر سنين، فاجتمع إليه مماليك أبيه، وأقام زنكي إلى سنة (٥١٦ هـ)، فأقطع واسطًا والبصرة.
(٣) له ترجمة في "تاريخ ابن عساكر" (خ) (س): ٦/ ٤٤٣، و"وفيات الأعيان": ٢/ ٣٢٧ - ٣٢٩، و"سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ١٨٩ - ١٩١، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
وقد توسعت في أخباره تواريخ تلك الفترة مثل "ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي، و "الكامل" و "الباهر"، وكلاهما لابن الأثير، و"كتاب الروضتين" لأبي شامة، وقد سلفت أخباره على السنين.
(٤) الأتابك لقب يتألف من كلمتين تركيتين، وهما "أتا" بمعنى أب، و"بك" بمعنى أمير، وأصله أن السلاطين السلاجقة منذ أيام ملكشاه بن ألب رسلان كانوا يطلقون لقب أتابك على كبير أمرائهم، ويولونه الوصاية والرعاية بعدهم على سلطان أو أمير قاصر صغير. =