للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابتدأ فقال: عليٌّ وابنُ الزبير والمختار، قال الأعمش: فعلمتُ حين ابتدأ فرفعهم أنه لم يَعْنِهم.

وولاه الحجاج قضاء الكوفة فقيل: هو شيعي، فعزله، وولّى أبا بُردة بن أبي موسى، وأقعد معه سعيد بن جُبير.

وكان عبد الرحمن عَلويًّا، وعبد الله بن عُكَيم عُثمانيًّا، اصطحبا عشرين سنة، وكانا في مسجد واحد، فما جرى بينهما كلمة في أمر عثمان وعلي رضوان الله عليهما.

ولما ماتت أمُّ عبد الرحمن قدم ابنُ عُكَيم فصلّى عليها.

وعبد الله بن عُكَيم الجُهَني من الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة، روى عن عمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود ، وكان كبيرًا قد أدرك الجاهلية، وتوفّي بالكوفة في ولاية الحجاج، وقال سفيان بن عُيينة: أنا غَسّلتُه (١).

ذكر وفاة عبد الرحمن:

خرج على الحجاج فقتل بدُجَيل، وقيل: غرق بدُجَيل.

أسند عبد الرحمن عن أبيه، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، ومعاذ، وأُبيّ بن

كعب في آخرين، وقال: أدركت عشرين ومئةً من الأنصار من أصحاب رسول الله إذا

سُئل أحدُهم عن المسألة أحبّ أن يكفيه غيره، وفي رواية: ما منهم أحد يسأل عن شيء إلا أحبّ أن يكفيَه صاحبُه الفُتيا، وإنهم ها هنا يَتوثَّبون على الأمور تَوثُّبًا.

وروى عنه الشعبي، ومجاهد، والحسن البصري، وابن سيرين، والأعمش، وأقرانهم (٢).

وعبد الرحمن بن أبي ليلى والد محمد الفقيه قاضي الكوفة، توفي سنة ثمان وأربعين مئة.

عُقبة بن عبد الغافر

أبو نَهار الأزديّ، من الطبقة الثانية (٣) من أهل البصرة، كان زاهدًا عابدًا.


(١) انظر ترجمة ابن عكيم في "طبقات ابن سعد" ٨/ ٢٣٣.
(٢) انظر في ترجمة عبد الرحمن: "طبقات ابن سعد" ٨/ ٢٢٩، و"تاريخ بغداد" ١٠/ ١٩٩، و"المنتظم" ٦/ ٢٥٢، و"السير ٤/ ٢٦٢.
(٣) في (خ): الثالثة، وهو خطأ.