للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها وُلد الحسنُ البصريُّ وعامِرٌ الشَّعبيُّ.

وفيها عزل عمر مُعاويةَ عن دِمشق، وولّاه فِلسطين، وولّى دِمشقَ سعيد بن عامر بن حِذْيَم، وحجَّ بالناسِ عمر، واستخلف على المدينةِ زيد بن ثابت.

فصل وفيها تُوفي

حُمَمة بن أبي حُمَمة

وكُنيتُه أبو سلمة، وقال ابن عبد البَرِّ. ابن خالد الدَّوسي (١).

ذكره ابن سعد في آخرِ الطبقةِ الخامسةِ من الصحابةِ: حُممة، وكان عبدًا صالحًا عابِدًا خائفًا.

حدَّثنا غير واحدٍ عن أبي البركات الحافظ الأنماطي بإسناده عن عبد الأعلى بنِ عبد اللَّه قال: كان في أصحابِ رسول اللَّه رجلٌ يُقال له: حُمَمَة، أصابته شَرارةٌ، فكان لا يضحك، فقيل له في ذلك فقال: واللَّهِ لا ضحكتُ حتى أعلم أفي الجنَّةِ أنا أم في النار؟

مات حُمَمَةُ بأصبهان في هذه السنة، قال ابن سعدٍ بإسناده قال: كان رجلٌ من أصحابِ رسولِ اللَّه يُقال له: حُمَمَة خرج إلى أصبهان غازيًا وفُتحت في خلافة عمر فقال: اللهمَّ إنَّ حُمَمةَ يزعمُ أنَّه يُحبُّ لقاءَك، فإن كان صادقًا فاعزم له بصِدْقهِ، وإن كان كاذِبًا فاعزم له عليه وإن كره، اللهمَّ لا تَردَّ حُمَمَة من سَفرِه هذا، فمات بأصبهان، فقام أبو موسى فقال: ما بلغ علمُنا إلا أنَّ حُممةَ شهيد.

وحُمَمَةُ هذا الذي هبط واديًا وأقام فيه أربعين يومًا يُصلِّي، وسيأتي هذا في أخبارِ عامر بن عبد قيس، وحُمَمةُ هذا الذي بات عنده هَرِمُ بنُ حَيّان يبكي إلى الصباحِ، وسنذكرهُ في ترجمة هرم بن حيّان.

وليس في الصحابةِ من اسمُه حُمَمَةُ غيره، وله صحبةٌ وليس له رواية، وسنذكره في سنةِ ثمانٍ وستين (٢).


(١) الاستيعاب (٥٩٣) وليس فيه ما ذكر.
(٢) طبقات ابن سعد ٦/ ٣١٩، وأخبار أصبهان ١/ ٧، والمنتظم ٤/ ٣١٢، وصفة الصفوة ١/ ٧٤٢، والإصابة ١/ ٣٥٥.